24 ساعة-متابعة
في تقرير تحليلي للصحفي خوسيه أنطونيو إسكوبار بعنوان “مليلية وسبتة: جزر المالوين القادمة؟ إسبانيا تواجه احتمال أزمة مع المغرب”. تناول مؤشرات تصاعد الصراع بين المغرب وإسبانيا بشأن مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، في ظل تحولات جيواستراتيجية وعسكرية إقليمية ودولية. تم نشره بصحيفة “La Voz de Tarija”
الحساسية التاريخية لملف سبتة ومليلية
يبدأ التقرير بالإشارة إلى الحساسية التاريخية لقضية سبتة ومليلية، الخاضعتين للسيطرة الإسبانية منذ قرون. يؤكد أن استرجاعهما أصبح جزءاً مركزياً في الخطاب الوطني المغربي في عهد الملك محمد السادس. كامتداد لاستكمال الوحدة الترابية بعد استعادة الأقاليم الجنوبية.
يرى إسكوبار أن المغرب، الذي تجنب التصعيد المباشر حول المدينتين لعقود، يعتمد اليوم مقاربة “أكثر جرأة”. تشمل هذه المقاربة بناء قوة عسكرية ردعية، تعزيز التحالفات مع قوى دولية مثل الولايات المتحدة وإسرائيل والصين، واستخدام أدوات “الحرب الهجينة” لتحقيق مكاسب استراتيجية دون مواجهة عسكرية شاملة.
سباق التسلح وتطور القدرات العسكرية المغربية
يسلط التقرير الضوء على زيادة الإنفاق العسكري المغربي وتنويع مصادر التسليح. مثل اقتناء أنظمة دفاع جوي، طائرات مسيرة هجومية. وصواريخ دقيقة. يهدف المغرب إلى بناء قدرة ردع فعالة، بينما تعاني إسبانيا من “إنهاك استراتيجي” بسبب دعمها لأوكرانيا، مما يحد من قدرتها على تعزيز دفاعاتها في سبتة ومليلية.
يحذر التقرير من اعتماد المغرب على “الحرب الهجينة”، التي تشمل الضغط الاقتصادي، توجيه موجات الهجرة غير النظامية (مثل أزمة سبتة 2021)، وتكثيف التحركات الدبلوماسية لتدويل القضية ونزع الشرعية عن الوجود الإسباني في المدينتين، دون اللجوء إلى عمل عسكري صريح.
التفوق الدبلوماسي المغربي
يبرز التقرير تفوق المغرب دبلوماسياً، خاصة بعد كسب الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وتعزيز العلاقات مع إسرائيل ودول إفريقية ولاتينية. هذا منح المغرب موقعاً تفاوضياً أقوى، بينما يعاني الدور الإسباني من تراجع وتردد في السياسة الخارجية.ذ
يختتم التقرير بتساؤل حول ما إذا كانت سبتة ومليلية ستصبحان “جزر المالوين” القادمة، مقارناً بين الحالتين من حيث نزاع السيادة والتغيرات الجيوسياسية. يرى أن السنوات المقبلة ستكون حاسمة لعلاقة المغرب وإسبانيا. مع تحول النزاعات نحو القوة الناعمة والدبلوماسية الذكية في ظل تغير موازين القوى.