24ساعة-عبد الرحيم زياد
في تحليل معمق أجرته صحيفة “La Sexta” الإسبانية، تم تسليط الضوء على ثلاثة عوامل رئيسية. تقف وراء التطور اللافت الذي تشهده صناعة السيارات في المغرب، والذي جعله منافساً قوياً لإسبانيا في هذا القطاع الحيوي.
هذه العوامل، المتظافرة معاً، منحت المغرب موقعاً متميزاً في سوق صناعة السيارات، وأهلته ليصبح لاعباً رئيسياً على الصعيد الإقليمي.
ميناء طنجة المتوسط: بوابة المغرب نحو العالمية
يُعتبر ميناء طنجة المتوسط نقطة تحول في صناعة السيارات المغربية. بفضل موقعه الاستراتيجي على مفترق الطرق البحرية بين أوروبا وإفريقيا، تحول هذا الميناء إلى مركز لوجستي عالمي المستوى.
يُساهم الميناء بشكل كبير في تسهيل حركة الشحن والتجارة بين المغرب وأوروبا، مما جعله محط أنظار الشركات العالمية.
كما أن قربه من مراكز الإنتاج في أوروبا يُمكن الشركات من تصدير السيارات بكفاءة عالية. مما يعزز من تنافسية المغرب في هذا القطاع.
قوة عاملة ماهرة: عمود صناعة السيارات المغربية
تتميز صناعة السيارات المغربية بقوة عاملة ماهرة تتمتع بكفاءات عالية في مجال تصنيع وتجميع قطع غيار السيارات.
وقد ساهمت هذه الكفاءات في جذب استثمارات الشركات العالمية. مثل رينو، التي نقلت جزءاً من إنتاجها من السيارات من رومانيا إلى المغرب.
ويُعد المغرب مثالاً يحتذى به في تكوين كوادر محلية تتمتع بخبرة تقنية عالية في هذا المجال، مما جعله مورداً رئيسياً للمكونات الأساسية لصناعة السيارات.
موارد طبيعية وفيرة: أساس متين لصناعة السيارات
يتمتع المغرب بموارد طبيعية وفيرة، بما في ذلك المعادن الأساسية الضرورية لصناعة السيارات. مثل النحاس والحديد. هذه المواد الخام تُعتبر عنصراً أساسياً في تطوير قطاع صناعة السيارات. سواء في صناعة السيارات نفسها أو في إنتاج قطع الغيار.
طموحات كبيرة وتنافسية متزايدة
يهدف المغرب إلى زيادة إنتاجه من السيارات بشكل كبير بحلول عام 2030، حيث يهدف إلى إنتاج 1.4 مليون سيارة سنوياً. هذا الطموح يعكس الثقة الكبيرة التي يوليها المغرب لهذا القطاع. ويؤكد على إمكاناته الكبيرة لتحقيق المزيد من النمو والازدهار.
تعاون مغربي إسباني: فرصة سانحة
على الرغم من المنافسة القائمة بين المغرب وإسبانيا في قطاع صناعة السيارات، إلا أن هناك فرصة سانحة للتعاون بين البلدين. فبفضل موقعهما الجغرافي المشترك وعلاقاتهما التجارية الوثيقة،
ويمكن لكلا البلدين الاستفادة من نقاط القوة لدى كل منهما. يُمكن للمصنعين الإسبان. على سبيل المثال، استغلال قربهم الجغرافي من المغرب للاستفادة من انخفاض تكلفة الإنتاج في المملكة. مما يزيد من قدرتهم التنافسية في السوق الأوروبية.