24 ساعة-عبد الرحيم زياد
سلط تقرير نشرته صحيفة “Mail and Guardian” الجنوب إفريقية الضوء على التداعيات الخطيرة التي قد تواجهها بريتوريا في حال قررت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصنيف جبهة البوليساريو الانفصالية كمنظمة إرهابية أجنبية. يأتي هذا التقرير في سياق سعي واشنطن لتسوية نزاع الصحراء من خلال دعم مخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، مما يضع جنوب إفريقيا، إحدى الداعمين التقليديين للبوليساريو، في موقف حساس سياسياً واقتصادياً.
الدفع الأمريكي لتصنيف البوليساريو
أشار التقرير إلى أن أعضاء جمهوريين في الكونغرس الأمريكي يرون أن تصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية هو السبيل الأمثل لتسريع حل نزاع الصحراء عبر تعزيز الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. وفي هذا الإطار، أعلن النائب جو ويلسون في 11 أبريل 2025 عن نيته تقديم مشروع قانون لتصنيف الجبهة كمنظمة إرهابية، معتبراً أن هذه الخطوة ستُضعف البوليساريو وتُقوّض دعم الدول التقليدية لها، مثل الجزائر وجنوب إفريقيا.
تأثيرات على جنوب إفريقيا
استعرض التقرير، نقلاً عن الباحثة زينب ريبوع من معهد هدسون، ثلاثة مخاطر رئيسية قد تواجهها جنوب إفريقيا جراء هذا التصنيف. أولا تقييد أنشطة المناصرة وجمع التبرعات. حيث أوضحت ريبوع أن تصنيف البوليساريو سيؤثر بشكل مباشر على جهود المناصرة وجمع التبرعات للجبهة والجماعات الصحراوية الأخرى في جنوب إفريقيا.
وتوقعت أن تتراجع المنظمات غير الحكومية الرئيسية عن دعمها لتفادي المساءلة القانونية. بينما قد تستمر بعض الجهات المتطرفة في تقديم الدعم سراً بدوافع إيديولوجية أو دينية. ومع ذلك، ستواجه هذه الجهات عزلة متزايدة ومخاطر مالية كبيرة نتيجة المراقبة المشددة.
ثانيا: تداعيات اقتصادية وتدقيق مصرفي، بحيث حذرت ريبوع من أن التصنيف سيؤدي إلى زيادة التدقيق الدولي على النظام المصرفي في جنوب إفريقيا. خاصة مع وجود تقارير تشير إلى تورط أفراد أو منظمات غير حكومية في دعم البوليساريو.
هذا التدقيق قد يتسبب في ضرر بسمعة البنوك الجنوب إفريقية. وتعريضها لخطر فقدان التعاملات البنكية أو حتى فرض عقوبات ثانوية، مما يُشكل تهديداً للاقتصاد الوطني.
ثالثا مخاطر تصنيف جنوب إفريقيا كدولة راعية للإرهاب. بحيث أكد التقرير أن الخطر الأكبر يكمن في احتمال تصنيف جنوب إفريقيا كدولة راعية للإرهاب إذا استمرت في دعم البوليساريو بعد تصنيفها.
وأشارت ريبوع إلى أن الإدارة الأمريكية ستتعامل بجدية مع تنفيذ هذا التصنيف. مما قد يُفاقم التوترات في العلاقات الأمريكية-الجنوب إفريقية. التي تشهد تدهوراً مستمراً منذ تنصيب إدارة ترامب.
سياق العلاقات المتوترة
يأتي هذا التقرير في ظل تصاعد التوترات بين واشنطن وبريتوريا، التي تفاقمت بسبب مواقف جنوب إفريقيا من قضايا دولية، مثل دعمها لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية. وعلاقاتها مع روسيا وإيران ضمن إطار مجموعة بريكس. ومع تزايد المخاطر الاقتصادية والدبلوماسية. يُعد التصنيف المحتمل للبوليساريو عاملاً إضافياً يُعقّد العلاقات بين البلدين