24 ساعة-متابعة
شهد معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط، أمس الثلاثاء 17 يونيو 2025، احتجاجات واسعة نظمها طلبة المعهد رفضا لهدم السكن الداخلي المخصص لهم، إثر مشاريع حكومية تهدف إلى توسعة الطرق التي تمر بجانب المنشأة.
ورفع المتظاهرون، الذين نظمهم مكتب الطلبة بالمعهد، لافتات كتب عليها عبارات مثل: «هدم السكن يساوي هدم الطالب»، «سكن غير مستقر يعني طالب بلا مستقبل»، و«سكني حقي وكرامتي خط أحمر»، وسط هتافات تطالب الجهات المسؤولة بالتراجع عن قرار الهدم، منها «يا طالب علي الصوت على حقك ما تسكت» و«العيش الكريم ولا بد.
وفي تصريح لـ “24 ساعة”، عبر محمد الوزاني، أحد طلبة المعهد، عن استغرابه من قرار الهدم، مشيرا إلى أن المشروع الذي يهدف لتوسعة الطريق يمر عبر جزء من السكن الجامعي، مما سيؤثر على أكثر من ألفي طالب وقال الوزاني: “رغم أن المشروع يخدم المصلحة العامة، فإن غياب أي حلول بديلة أو تعويضات واضحة يثير قلقنا الشديد، حيث أصبح مصيرنا الدراسي مهددا، ولا نعرف إن كنا سنتمكن من البقاء في السكن الداخلي خلال السنوات المقبلة أو قد نجبر على التشرد”.
وأشار المتحدث إلى أن الاحتجاجات تأتي كخطوة ضرورية لإيصال صوت الطلبة إلى الجهات المختصة والرأي العام، مؤكدا أن تنفيذ مثل هذه المشاريع التي تمس كرامة الطالب لا يمكن أن يتم دون وضع خطة واضحة تحفظ حقوقهم الاجتماعية والإنسانية.
وأكد المتحدث على حق الطلبة في المشاركة الفعلية في البحث عن حلول تضمن لهم الاستقرار، مشددا على أن إشراكهم ليس فقط مطلبا مشروعا، بل ضرورة لضمان شفافية وفعالية التدخلات، بما يطمئن الطلبة إلى أن ملفهم يعالج بجدية تامة.
وطالب الطلبة الجهات المعنية بالتعامل مع قضيتهم بجدية واهتمام، لما له من تأثير مباشر على مستقبلهم الدراسي والاجتماعي، وكرامتهم الإنسانية.
من جهة أخرى، أعرب الطلبة عن استيائهم من عدم تلقي أي إشعار مسبق بشأن قرار الهدم، وغياب المعلومات الرسمية عن موعد بدء العملية أو تدابير بديلة، ما زاد من حالة القلق وعدم الاستقرار لديهم، حسب ما ورد في بلاغ رسمي صدر عنهم وتوصلت 24″ ساعة” بنسخة منه.
وأشار البلاغ إلى أن الغالبية العظمى من الطلبة لا تمتلك الموارد المالية للإقامة خارج السكن الجامعي، مضيفين أن الرباط تعاني أصلا أزمة سكن خانقة، وهو ما يجعل استيعاب عدد كبير من الطلبة في فترة وجيزة أمرا غير ممكن.
وحذر البلاغ من أن عدم وجود حلول بديلة قد يؤدي إلى خطر التوقف القسري عن الدراسة، معتبرا ذلك تهديدا مباشرا لحقهم في السكن الجامعي، والذي يشكل ركيزة أساسية لاستقرارهم النفسي والاجتماعي والأكاديمي.
واختتم الطلبة بيانهم برفضهم القاطع لأي قرارات تتخذ من دون إشراكهم أو إعلامهم مسبقا، مؤكدين أن حقهم في المشاركة في اتخاذ القرارات المتعلقة بمستقبلهم هو حق مشروع لا يمكن التنازل عنه.