عزالدين الهواري
شهدت قضية مغاربة العالم تطوراً ملحوظاً مع الخطاب الملكي الأخير الذي أكد على أهمية هذه الشريحة وأعلن عن إصلاحات جوهرية في آليات تمثيلها. ومع ذلك، فإن هذا التطور الإيجابي يصطدم بتحديات عدة، أبرزها استغلال البعض لهذه اللحظة الحاسمة لتحقيق مكاسب شخصية على حساب المصلحة العامة.
إنشاء المؤسسة المحمدية للمغاربة المقيمين بالخارج يمثل فرصة تاريخية لتوحيد الجهود وتفعيل دور الجالية في مسيرة التنمية. إلا أننا نشهد، مع الأسف، محاولات من بعض الأفراد والجماعات لتسخير هذه الفرصة لتحقيق أجندات شخصية ضيقة. فبدلاً من الانخراط في حوار بناء حول مستقبل الجالية، نلاحظ تسابقاً محموماً على الزعامات والنفوذ، مما يهدد بتقويض هذه المبادرة الطموحة.
بغد الخطاب الأخير لعاهل البلاد وتخصيص الحيز الأكبر منه لمغاربة العالم وما جاء به من قرارات جديدة بإصلاح الهيئات المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، ومنها بالأساس:
– هيكلة المجلس الاستشاري وجعله مؤسسة دستورية ذات دور تداولي واستشاري وتجديد تشكيلته، حتى يصبح أكثر تمثيلا، وجعله فضاء للنقاش والتبادل، وقوة اقتراحية حقيقية.
– المؤسسة المحمدية للمغاربة المقيمين بالخارج وهي وكالة عمومية جديدة سيتم إحداثها، لتشكل “الذراع التنفيذي” للسياسة العمومية تجاه مغاربة العالم.
بعد هذا الخطاب المهم كنا ننتظر ممن يقدمون أنفسهم مدافعين ومهتمين بشؤون مغاربة العالم بالخارج بفتح نقاش عمومي كندوات لقاءات حوارات لشرح وتبسيط مضامين الخطاب وما جاء فيه من مستجدات مهمة خاصة مؤسسة كبرى تتطلع بادوار تنفيذية مهمة
لكن للأسف ما رأيناه هو هرولة البعض لإبراز مكانتهم وتقديم أنفسهم كمحاورين وممثلين للجالية بعدما كانوا في سبات عميق لا يستيقظون إلا مع موعد فيه تنصيب أو دعم معين وبعدها تغلق دكاكينهم إلى موعد لاحق هؤلاء يجسدون المفهوم الحقيقي للاسترزاق والوصولية.
كمثال ما وقع مؤخرا وهذا لا للحصر خلق مجموعه في وقت قياسي من كل المشارب الفكرية والإيديولوجية عبر العالم وهي مبادرة حسنة أن تجتمع اطر وكفاءات لمناقشة واستخلاص النتائج في ما يهم الجالية وتدوينها بكتاب أسمته ”الكتاب الأبيض” وإرساله لمؤسسات الدولة بالمغرب، لكن عند التمعن في بعض الأسماء المشرفة على هذا العمل يختلط علينا الحابل بالنابل، أسماء مناوئة للمغرب منذ مدة وهي ضد وحدته الترابية وتشتغل مع ”البوليساريو” وأخرى تمارس الابتزاز والاسترزاق…ما فتئت تناور بكل الإشكال لربح مقعد أو منصب.
لهذا أصبح ”الكتاب الأبيض” ملون لا يمثل مصداقية حقيقة للدفاع عن مغاربة العالم خصوصا بتواجد مثل هذه الأنواع فيه وحتى أكون منصفا هناك أساتذة وكفاءات نكن لها كل الاحترام والتقدير لكن للأسف مكانهم ليس مع مثل هؤلاء. منهم من بدؤوا بنشر مقالات وصور تحت الطلب وإرسالها للمواقع والجرائد بالمغرب لإظهار وجودهم واحتكاكهم بمغاربة العالم الموسمي…..
إذا ظهر السبب بطل العجب