24ساعة-متابعة
اختتمت القمة العربية في بغداد يوم أمس السبت 17 ماي الجاري، بمشاركة المغرب، ممثلا بوزير الخارجية ناصر بوريطة، وحاملا رؤية دبلوماسية تعكس ثوابت المملكة في التوازن والاعتدال.
وفي هذا السياق، أكد محمد عطيف، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة شعيب الدكالي، أن تمثيل المغرب في القمة العربية ببغداد “يحمل دلالات دبلوماسية عميقة”، موضحا أن ذلك “يعكس حرص المملكة على مواصلة التفاعل مع القضايا العربية في إطار من المسؤولية والتوازن”.
وشدد في تصريح لـ”24ساعة” على أن “هذا الحضور يعبر عن انخراط المغرب المبدئي في تقوية العمل العربي المشترك، دون الانجرار إلى أي محاور أو اصطفافات”، وهو ما يجسد، حسب قوله، “جوهر السياسة الخارجية للمملكة المبنية على الاستقلالية والاعتدال”.
وأضاف: “أن المغرب خلال هذا الحدث بعث رسائل دعم واضحة لاستقرار العراق واستعادته لدوره الإقليمي، معبرا في الوقت ذاته عن رغبته في تقوية منطق الدولة الوطنية والمؤسسات داخل الفضاء العربي”.
وأشار المتحدث إلى ” أن البيان الختامي للقمة جاء منسجما مع المواقف المغربية التقليدية، خاصة فيما يتعلق بالدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، والدعوة إلى الحوار والحلول السلمية في الأزمات التي تعرفها دول مثل السودان وسوريا، مع التشديد على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية”.
أما بشأن الرؤى المستقبلية، أبرز عطيف أن “مخرجات القمة تفتح آفاقاً جديدة لتعزيز العلاقات الثنائية بين المغرب وعدد من الدول العربية، مؤكدا على أن هذه الفرصة يمكن أن تستثمر في تكثيف التعاون السياسي والاقتصادي، ومواجهة التحديات المشتركة كالإرهاب، والهجرة غير النظامية، والتحولات المناخية”.
واعتبر المختص، أن المغرب يواجه تحديات داخل الجامعة العربية، منها بطء تفعيل القرارات وتناقض الرؤى بين بعض الأعضاء، مما يستوجب تعزيز آليات التنسيق والمرونة واستحضار منطق العقلانية”.
وختم عطيف تصريحه، بالتأكيد على أن “المغرب، في خضم التحولات الإقليمية والدولية الراهنة، يستطيع توظيف مضامين القمة لتعزيز مكانته كقوة دبلوماسية وازنة، تقوم على الحياد الإيجابي، والانفتاح على الشراكات المتعددة، ودعم الحلول الواقعية للنزاعات في العالم العربي”.
وتعكس مشاركة المغرب في قمة بغداد التزامه الراسخ بثوابته الدبلوماسية، وسعيه المتواصل إلى تقوية العمل العربي المشترك، في سياق إقليمي معقد وتحديات متزايدة.