24ساعة-محمد العبدلاوي
ارتفعت ظاهرة العنف في صفوف المتمدرسين بشكل تصاعدي ومخيف، حيث شهد محيط مؤسسات تعليمية بمديرية قلعة السراغنة، اعتداءات مثيرة بحر الأسبوع الجاري على تلميذتين من طرف زميلتهن، حيث تم نقلهم إلى المستعجلات من أجل رتق الجروح التي اصيبت بها التلميذات على مستوى الوجه.
وقد خلفت هذه الظاهرة الدخيلة على المجتمع والمؤسسات التعليمية بالإقليم، موجة من ردود الفعل القوية والمستنكرة في صفوف الرأي العام المحلي ومنصات التواصل الاجتماعي، وفي هذا السياق قال عبدالرحيم عياد المتصرف التربوي والفاعل الجمعوي، لجريدة “24 ساعة” ، أن العنف بالوسط المدرسي، خاصة بين التلاميذ، ظاهرة معقدة ناتجة عن تداخل عدة أسباب نفسية واجتماعية واقتصادية وتربوية. ويعود جزء كبير من هذه السلوكات السلبية إلى ضعف أنشطة الحياة المدرسية التي من شأنها أن تفتح أمام التلميذ آفاق التعبير عن الذات وتنمية المهارات الاجتماعية، وهو أمر راجع لغياب تحفيز حقيقي للأطر التربوية قصد الانخراط الحقيقي في هذه الأنشطة، رغم أن العديد منهم يبذلون مجهودات جبارة خدمة للناشئة وحفاظا على دينامية الحياة المدرسية، وكذلك التأثير السلبي لمحيط التلميذ الأسري والاجتماعي، خصوصا في حالات التفكك العائلي أو غياب القدوة الحسنة والفقر. مضيفا أن الانفتاح غير الموجه على وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي يسهم في ترسيخ أنماط سلوكية قائمة على العنف، في غياب متابعة حقيقية من طرف الأسرة. ومن جهة أخرى.
وأشار عياد الفاعل الجمعوي، والذي أشتغل رفقة فريق من بصيص أمل على مشروع التسامح ومحاربة خطاب الكراهية في المؤسسات التعليمية، أن أنشطة الحياة المدرسية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالحد من ظاهرة العنف، إذ تساهم في خلق بيئة مدرسية محفزة، قائمة على الحوار والاحترام والتعاون، وتفتح المجال أمام التلاميذ للتعبير عن مشاعرهم وطموحاتهم بشكل سليم، مما يعزز بناء شخصية متوازنة وقادرة على تدبير الخلافات بطرق حضارية. من هنا تتجلى أهمية جعل المؤسسات التعليمية فضاءات منفتحة على محيطها الاجتماعي والثقافي، ومواكبة المستجدات التربوية الهادفة إلى ترسيخ قيم المواطنة وحقوق الإنسان.
كما أبرز عياد ل”24 ساعة” أنه لا يمكن التغافل عن الدور المحوري للأسرة والمجتمع المدني في التصدي لهذه الظاهرة، إذ أن الأسرة مطالبة بتعزيز ثقافة الحوار والتسامح وقيم الاحترام لدى أبنائها، مع تتبع سلوكياتهم بشكل مستمر، بينما يشكل المجتمع المدني فاعلًا أساسيًا عبر تنظيم حملات تحسيسية، وأنشطة موازية. وبرامج تربوية تسهم في ترسيخ ثقافة اللاعنف داخل المدرسة وخارجها. وأوضح ذات المتحدث ان الحد من منسوب العنف المتزايد يظل مسؤولية جماعية، تقتضي تضافر جهود جميع الفاعلين التربويين والأسريين والمدنيين. في إطار رؤية شمولية تدمج بين الوقاية والمواكبة والمعالجة.
كما استحضر عياد تجربتهم في جمعية بصيص أمل والتي عملت على مدار سنتين على مشروعين بتنسيق مع المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بقلعة السراغنة وبدعم من مركز كايسيد. على تبني أنشطة تواجه تنامي العنف وخطاب الكراهية بالمؤسسات التعليمية عبر مدخل النوادي التربوية والحياة المدرسية.