24 ساعة-متابعة
شهد عيد الأضحى هذه السنة 2025، تحولا غير مسبوق، بعد القرار الرامي إلى إلغاء شعيرة الذبح بسبب ظروف استثنائية، هذا القرار غير ملامح العيد، فغابت مظاهر الفرح المعتادة من شوارع المدن، وتحولت الأضاحي إلى ما يشبه “الممنوعات” التي تقتنى وتنقل في الخفاء، بعيدا عن الأجواء الاحتفالية التي طالما ميزت المناسبة.
هذا السلوك يعكس مدى قوة الضغط الاجتماعي، حيث تحولت الأضحية من سنة نبوية مؤكدة إلى واجب اجتماعي يقاس به حفظ ماء الوجه والكرامة، حتى لو كان ذلك على حساب القدرة المادية أو مخالفة التوجيهات الرسمية، ويرى بعض المختصين أن هذا التمسك الظاهري بالشعيرة هو انعكاس لعادات متجذرة جعلت العيد مناسبة للتباهي أكثر من كونه لحظة للتأمل والتكافل.
ورغم المنع، أصر كثير من المواطنين على إحياء الشعيرة، فابتكروا طرقا سرية لنقل وذبح الأضاحي، خوفا من تدخل السلطات أو انتقادات الجيران، ما يعكس هذا السلوك قوة الضغط الاجتماعي، حيث أصبحت الأضحية واجبا اجتماعيا يتجاوز معناها الديني، ويقاس به مدى الكرامة والانتماء داخل المجتمع.
كما كشف هذا الواقع الجديد عن أزمة عميقة في علاقتنا بالشعائر الدينية، حين تقدم العادة على العبادة، ويطغى التباهي بالمظهر على روح التكافل والمعنى الحقيقي للعيد. وقد يكون هذا العيد المختلف فرصة لإعادة التفكير في جوهر الشعائر وأهميتها في حياتنا.