24ساعة-أسماء خيندوف
تشهد قاعدة “روتا” البحرية جنوب إسبانيا توترا متزايدا بشأن مستقبلها، وسط مخاوف أوروبية من تقليص محتمل للوجود العسكري الأمريكي في القارة، في ظل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
تقع القاعدة بالقرب من مضيق جبل طارق، وتعد واحدة من أهم المنشآت البحرية الأمريكية في أوروبا، حيث تضم خمسة مدمرات حربية قادرة على رصد وتدمير الصواريخ الباليستية، إلى جانب 2800 جندي أمريكي.
وتساهم هذه القاعدة في نحو ثلثي النشاط الاقتصادي المحلي لبلدة روتا، وفق ما أفاد به رئيس البلدية خافي رويز أرانا، الذي أكد استمرار الاستثمارات والتوسعات داخل القاعدة، بما في ذلك مشاريع لتوسعة الميناء وبناء حظائر جديدة.
وفي هذا السياق، أفادت صحيفة “فايننشال تايمز” الأمريكية أن حالة من الترقب تسود القاعدة في ظل مواقف ترامب العدائية تجاه حلفائه الأوروبيين، ومطالبته المستمرة لهم بتحمل مسؤولياتهم الدفاعية والتوقف عن الاعتماد المجاني على الحماية الأمريكية.
وأشارت الصحيفة إلى أن قرارات مفاجئة قد تتخذها الإدارة الأمريكية كرد فعل على ملفات خلافية كالدعم الأوروبي لأوكرانيا، أو مواقف رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، المعروف بانتقاداته للسياسة الخارجية الأمريكية ومواقفه المؤيدة للتقارب مع الصين.
ويأتي ذلك في وقت تتزايد فيه الحاجة الأمريكية إلى إعادة توزيع قواتها نحو منطقة المحيط الهادئ، مع التركيز على احتواء النفوذ الصيني، مما يجعل من انسحاب تدريجي من بعض المواقع الأوروبية خيارا واردا.
يبرز المغرب كخيار بديل محتمل لواشنطن، بحسب ما أورده مايكل والش، الباحث في معهد أبحاث السياسة الخارجية الأمريكية، الذي أوضح أن المملكة كانت قد عرضت في وقت سابق استقبال قوات أمريكية.
وأضاف أن “في نظر إدارة ترامب، فإن المخاطر السياسية في المغرب أقل بكثير من إسبانيا”.
وأكدت وزارة الدفاع الإسبانية عدم حدوث أي تغيير رسمي في العلاقات الدفاعية الثنائية، إلا أن استمرار حالة الترقب داخل روتا يعكس هشاشة الوضع، في ظل صراع التوازنات الجيوسياسية بين واشنطن وأوروبا.
يُذكر أن المغرب عزز علاقاته مع الولايات المتحدة في عهد ترامب، خاصة بعد استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل سنة 2020، ما جعله ينظر إليه كشريك استراتيجي موثوق في شمال إفريقيا.