الرباط-عماد مجدوبي
مع تغير الديناميكيات في منطقة الساحل، تواجه الجزائر ضغوطًا دبلوماسية متزايدة، خاصة بعد وصول القوى العسكرية إلى كل من مالي، بوركينا فاسو، والنيجر.
يتيح هذا الوضع للمغرب فرصة لتوسيع نفوذه الإقليمي وتعزيز مواقعه الإستراتيجية في المنطقة، كما أشار فرانسوا سودان، رئيس تحرير كجلة ”جون أفريك” ضمن برنامج بثته إذاعة فرنسا الدولية ((RFI.
تتعرض الجزائر، بحسب فرانسوا سودان، لانتقادات بسبب ضعف تأثيرها في الساحل، خاصة بعد صعود القيادات العسكرية الشبابية في دول مثل مالي وبوركينا فاسو والنيجر. هذه التطورات تضيف تحديات جديدة أمام الدبلوماسية الجزائرية في ظل استمرار هشاشة التفاهمات السياسية مع العديد من المجموعات المسلحة، خصوصًا الطوارق.
أكد ذات الإعلامي والمحلل المختص في الشؤون الإفريقية، أن الجزائر لطالما اعتمدت على بناء علاقات مع شخصيات دينية بارزة مثل الإمام ديكو لضمان دورها كوسيط في عملية السلام، لكنها بدأت تفقد هذه الأوراق تدريجيًا.
في في المقابل، يضيف سودان، يبدو أن المغرب يستغل هذه التحولات لصالحه لفرض نفسه كعامل إقليمي مؤثر، لكون السياسة المغربية تعتمد على موقف سيادي يحترم توجهات القادة العسكريين الجدد دون إدانة أو تدخل، مما يتماشى مع استراتيجية “المغرب أولاً” التي أطلقها الملك محمد السادس.
وشدد سودان على أن هذا النهج أكسب المغرب ثقة العديد من الدول في المنطقة وأتاح له تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي. كما يقدم المغرب منصة حيوية لدول الساحل من خلال مبادرات مثل “أطلس أتلانتيك”، ما يجعل المملكة شريكًا اقتصاديًا واستراتيجيًا لتلك الدول.
فرانسوا سودان أوضح أن المغرب يعمل على إنشاء ثلاث قنوات متكاملة: تسهيل دخول دول الساحل إلى الأسواق الأطلسية، تقديم البدائل للموانئ التقليدية الخاصة بمجموعة سيدياو، وتعزيز الروابط بين مستثمري منطقة الخليج وهذه الدول.
وتعكس هذه الجهود، بحسب رئيس مجلة تحرير ”جون افريك”، رغبة المغرب في لعب دور الوسيط الذي يربط دول الساحل بالعالم الأوروبي والأسواق الدولية الأخرى.
وخلص إلى أنه في سياق الصراع غير المعلن بين الجزائر والمغرب في منطقة الساحل، يتقدم المغرب بخطوات واضحة لتعزيز مكانته كداعم للقوى الدولية والإقليمية على حساب الدور التقليدي الذي كانت تلعبه الجزائر.