الدار البيضاء-أسماء خيندوف
يجري فريق طبي هولندي متخصص، مكون من 21 طبيبا من مؤسسة “قلب” الهولندية، عمليات جراحية مجانية للأطفال المغاربة المصابين بأمراض القلب، خصوصا في المناطق التي تعاني من نقص في الخدمات الصحية.
وأوضحت صحيفة “NRC” الهولندية، في تقرير نشرته أمس الجمعة، أن هذه البادرة الإنسانية يقودها أطباء مختصون بقيادة الجراحين “بيتر فان دير ووستيغن” و”بيتر دي يونغ” من مركز إيراسموس الطبي. ونجح الفريق في إجراء خمس عمليات جراحية للأطفال، إلى جانب فحص 26 طفلا آخر لتحديد الحالات التي تحتاج إلى تدخل مستقبلي ضمن خطط المؤسسة لتوسيع نشاطها في المغرب.
وأضافت أن مؤسسة “قلب” الهولندية تأسست عام 2023 بمبادرة من أخصائي جراحة القلب نجيب بن عياد، بالشراكة مع زملائه سليمان المطهري ونبيل سوتي وصديقه محمد كريم، حيث تهدف المؤسسة إلى تقديم العلاج الجراحي للأطفال المحتاجين، تدريب الأطباء المحليين، ونشر الوعي حول أمراض القلب في المغرب.
وفي تصريحه للصحيفة أكد نجيب بن عياد، أن نقص جراحي القلب للأطفال في المغرب يمثل تحديا كبيرا، حيث لا يتوفر سوى ثلاثة مختصين على مستوى البلاد بأكملها. وقال: “الكثير من الأطفال يفقدون حياتهم بسبب غياب العلاج المناسب، وكان من الضروري التدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.”
وأوردت أن تكلفة عمليات القلب الجراحية في المغرب تصل إلى ما بين 12,000 و15,000 يورو أي ما يعادل 124,000 إلى 155,000 درهم مغربي، وهو ما يتجاوز قدرات العديد من الأسر، خاصة مع تعقيد إجراءات التأمين الصحي وارتفاع المصاريف الطبية.
كما أشارت الصحيفة إلى قصص مؤثرة عايشها الفريق الطبي، مثل حالة شاب يبلغ من العمر 18 عاما كان يعاني من آلام مزمنة بسبب الربو وعدم القدرة على تحمل تكاليف العلاج، مؤكدة على أن العملية المجانية التي أجراها الفريق غيرت مسار حياته ومنحته أملا جديدا.
و سلطت الضوء على حالة رضيع يبلغ من العمر ستة أشهر، نقل من مدينة تطوان إلى الدار البيضاء في حالة حرجة.
و كشفت الصحيفة على أن هذه القصص أثرت في أعضاء الفريق الطبي، حيث صرح بن عياد بهذا الخصوص: “عندما ترى أطفالا يعانون بهذه الطريقة، يصعب عليك ألا تتأثر، هذه التجربة دفعتنا إلى مواصلة العمل لإنقاذ المزيد من الأرواح.”
ويعتزم الفريق الهولندي تنظيم جولات جديدة في مدن مغربية أخرى خلال عام 2025، في إطار جهوده المستمرة لتوسيع نطاق المبادرة وإيصال الأمل إلى مزيد من الأطفال المحتاجين في المملكة.