24 ساعة-عبد الرحيم زياد
كشف المنتدى المغربي لدعم الحكم الذاتي بالصحراء (فورساين). عن تفاقم الوضع الأمني داخل مخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر، حيث شهدت اشتباكات مسلحة عنيفة بين شبكات إجرامية متناحرة. وذلك في غياب لافت لعناصر ما يسمى بـ”أمن” جبهة البوليساريو.
وأفاد فورساين أن مخيم “العيون”، الواقع داخل تندوف، تحول مؤخراً إلى ما يشبه ساحة معركة. بعد اقتحام جماعي لأفراد ينتمون لإحدى فصائل تجارة المخدرات، شنت هجوماً انتقامياً على مجموعة منافسة لها. المنطقة السكنية في المخيم شهدت تبادلاً كثيفاً لإطلاق النار بالأسلحة الآلية في وضح النهار. ما أثار حالة من الذعر والفزع بين السكان المدنيين.
وبحسب المنتدى، اضطر المدنيون المروعون للاحتماء داخل مساكنهم الهشة لساعات طويلة. بينما كانت الفصائل المسلحة تتقاتل بإفلات شبه كامل من العقاب. اللافت أنه لم يتدخل أي فرد من ما يسمى بـ”شرطة” أو “درك” البوليساريو لوقف الاشتباكات، كما لم يتحرك الجنود الجزائريون المتمركزون على مقربة من المخيم. ووفقاً لفورساين، فإن هؤلاء الجنود الجزائريين يكتفون عادة بالتعرض للمسافرين والأشخاص الذين يحاولون مغادرة المخيمات.
يذكر فورساين أن قيادات متعددة في البوليساريو يشتبه في تورطها في تواطؤات مستمرة مع شبكات تهريب الأسلحة والمحروقات والمخدرات. التي تعمل بنموذج هجين يدمج الجريمة المنظمة مع الاستراتيجيات السياسية المحلية. ولفت المنتدى إلى أن لجوء الانفصاليين إلى ميليشيات مكونة من مجرمين سابقين. يتم تجنيدهم في أنشطة التهريب والتحكم الاجتماعي، يعكس انحرافاً هيكلياً نحو نمط حُكم موازٍ قائم على الممارسات غير الشرعية.
سكان المخيمات أطلقوا نداءات استغاثة لعائلاتهم وجيرانهم
وأشار المنتدى إلى أن سكان المخيمات القريبين من موقع الاشتباكات أطلقوا نداءات استغاثة لعائلاتهم وجيرانهم، ما أدى إلى تجمع تلقائي للمحتجين. ومع ذلك، فإن الخوف من تفاقم الوضع واشتعاله بشكل عام حال دون أي محاولة للتدخل المباشر. واقتصر المحتجون على مطالبة “سلطات” البوليساريو المزعومة بالتدخل لاحتواء العنف، دون أن يكون هناك استجابة فعالة وفورية.
ويشير فورساين إلى أن هذه الحادثة تسلط الضوء على تردد البوليساريو في مواجهة شبكات التهريب علانية. نظراً للعلاقات المعروفة بين بعض كوادر الحركة والمهربين، والتي تستخدم لأغراض شخصية وسياسية. على صعيد متصل، اتهم أعيان قبليون علناً مسؤولي البوليساريو بالتواطؤ الضمني. مؤكدين أن الفوضى الأمنية يتم تغذيتها بتوافق مع السلطات الجزائرية. بهدف ترهيب السكان المدنيين والحفاظ على السيطرة عليهم عن طريق الخوف.
ويظل سكان المخيمات هم الضحية الأولى لهذه الفوضى. وانعدام الأمن المستمر الذي يشهده المحتجزون في تندوف.