24 ساعة- أسماء خيندوف
انتقدت عمدة أمستردام، “فيكما هالسيما”، التناقضات في مواقف بعض السياسيين الهولنديين، مشيرة إلى أن هؤلاء يتبنون مواقف داعمة لحقوق اليهود، في الوقت الذي يسمحون فيه بالإساءة إلى المغاربة والمسلمين. وجاء هذا التصريح في أعقاب الأحداث الأخيرة التي شهدتها أمستردام، والتي أثارت جدلاً حول وضع الجالية المغربية والمسلمة في هولندا.
وفي حوار مع صحيفة “فولكسكرانت” الهولندية، عبرت “هالسيما” عن قلقها العميق إزاء تصاعد الخطاب المعادي للمغاربة والمسلمين في البلاد، معتبرة أن هذا التوجه يمثل تحديا كبيرا للقيادة المحلية.
كما أكدت أن “مكافحة العنصرية ومعاداة السامية هي مسؤولية مشتركة”، مشددة على أنه “لا يمكن القبول بأي شكل من أشكال التمييز ضد أي مجموعة”.
وأوضحت “هالسيما” أنها تعرضت لانتقادات لاذعة من بعض السياسيين الهولنديين، وخاصة من “خيرت فيلدرز”، زعيم الحزب اليميني المتطرف، الذي دعا مرارا إلى إقالتها، واصفا إياها بـ “عمدة الفوضى”. ومع ذلك، تلقت “هالسيما” إشادات من شخصيات سياسية أخرى مثل “يان فان زانن”، عمدة لاهاي، الذي أشاد بإلتزامها الكبير بحماية القيم الديمقراطية.
وفيما يتعلق بالقضايا المرتبطة بالمغاربة، قالت هالسيما: “هناك من يعتقد أنه يجب حماية اليهود، بينما يسمح لهم بالإساءة إلى المغاربة والمسلمين. هذا أمر غير مقبول على الإطلاق.”
وأشارت إلى أن معاداة السامية تعتبر “شكلا فظيعا من العنصرية”، وأن هولندا تتحمل مسؤولية تاريخية في هذا المجال. إلا أنها أعربت عن أسفها لاستخدام بعض السياسيين تهمة معاداة السامية بشكل مفرط، في حين يتجاهلون الأشكال الأخرى من العنصرية ضد المغاربة والمسلمين.
و علقت “هالسيما” على استخدام مصطلح “المذبحة” في مؤتمرها الصحفي بعد أحداث أمستردام، موضحة أنه كان تعبيرا عن مشاعر الناس في تلك اللحظة، ولم يكن وصفاً دقيقاً لما حدث.
وأضافت “كنت أصف شعور الناس، ولم أكن أقصد وصف الأحداث كـ”مذبحة”، لأنني اعتقدت أنه من المبكر قول ذلك.”
وفي ختام حديثها، شددت على أنها لن تتراجع عن التزامها بالقيم الديمقراطية، مؤكدة أن مسؤوليتها الأولى هي بناء مجتمع يحتفل بالاختلاف ويحترم تنوع مواطنيه، ويؤسس للتعايش السلمي رغم تباين الآراء السياسية.
و تجدر الإشارة أن العاصمة الهولندية أمستردام، شهدت ليلة الثامن من نونبر الماضي، أحداث غير متوقعة من اشتباكات وأعمال تخريب عقب انتهاء مباراة جمعت بين فريق أياكس أمستردام الهولندي ومكابي تل أبيب الإسرائيلي. و قد أسفرت هذه الأحداث عن إصابة عدد من المشجعين الإسرائيليين واعتقال الشرطة الهولندية للعشرات.
و في مناسبات عديدة، تعرض حكيم زياش، في ظل كونه أحد أبرز اللاعبين ذوي الأصل المغربي لإساءات عنصرية عندما كان يلعب في الدوري الهولندي، سواء في الملاعب أو عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. وكانت هذه التصرفات قد أثارت ردود فعل غاضبة من الجماهير، خاصة من الجالية المغربية في هولندا، والتي طالبت بتحرك السلطات لمكافحة العنصرية في الرياضة.