24 ساعة-وكالات
في خطوة بارزة تعكس تحولات في السياسة الأميركية وتعزيزا لعلاقات الشراكة الاستراتيجية بين الرياض وواشنطن، شهدت العاصمة السعودية الرياض، اليوم الثلاثاء، توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية، بعد زيارة رسمية للرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقد توج ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، والرئيس الأميركي دونالد ترامب، هذه الزيارة بتوقيع وثيقة الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية بين البلدين، والتي تضمنت عددا من مذكرات التفاهم في مجالات الأمن والاقتصاد والتكنولوجيا.
وتهدف هذه الاتفاقيات إلى تعزيز التعاون المشترك في مختلف القطاعات الحيوية، من بينها الدفاع، والأمن السيبراني، والطاقة، والفضاء، والابتكار، والتعدين، والصحة.
وفي إطار التعاون الطاقي، تم توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز أمن الإمدادات وتطوير التقنيات المستدامة، في حين شملت اتفاقية تنفيذية أخرى مجالات البحث والتطوير واستكشاف الفضاء.
كما تم تعديل اتفاقية النقل الجوي بين البلدين بهدف تحديث الأطر القانونية وزيادة فعالية الربط الجوي المباشر. وعلى مستوى الدفاع، تم توقيع مذكرة لتطوير وتحديث القوات المسلحة السعودية بما يعزز من قدراتها وفق أعلى المعايير الدولية.
وفي بادرة رمزية لعمق العلاقة الثنائية، أقام ولي العهد السعودي مأدبة غداء رسمية على شرف الرئيس الأميركي في قصر اليمامة بالرياض، بحضور كبار المسؤولين من الجانبين.
وفي كلمة ألقاها خلال منتدى الاستثمار السعودي الأميركي المنعقد على هامش الزيارة، فاجأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحضور بإعلانه عزمه رفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا، مشيرا إلى أن هذه العقوبات “أدت دورا مهما، لكن حان الوقت الآن لمنح سوريا فرصة للمضي قدما”.
وقال ترامب: “سآمر برفع العقوبات عن سوريا لمنحها فرصة للتألق… حان وقت تألقها، سنوقف جميع العقوبات، حظا سعيدا يا سوريا، أظهري لنا شيئا مميزا”.
وجاء هذا الإعلان المفاجئ في سياق إقليمي حساس، حيث قد تكون له انعكاسات جيوسياسية واسعة، سواء على العلاقات الأميركية مع شركائها الإقليميين أو على المسار السياسي في سوريا.
وبهذه الخطوات المزدوجة، تكون واشنطن قد بعثت برسائل واضحة إلى المنطقة مفادها أن الانفتاح على الشراكات الاستراتيجية من جهة، والمراجعة السياسية للملفات المعقدة من جهة أخرى، باتا يشكلان ملامح المرحلة الجديدة من السياسة الأميركية في الشرق الأوسط.