24 ساعة-متابعة
تتواصل موجات العنف الطلابي داخل الجامعات المغربية، في مشهد يعيد إلى الأذهان توترات ماضية لم تطو صفحتها بعد، وعرفت الساحة الجامعية تصعيدا داميا خطيرا، تجسد في اندلاع مواجهات عنيفة بين فصيلي الطلبة القاعديين والحركة الثقافية الأمازيغية بكل من الكلية المتعددة التخصصات بالناظور وجامعة محمد الأول بوجدة.
وجاء في بيان صادر عن مجموعة الوفاء للبديل الأمازيغي، أن مجموعة محسوبة على التيار القاعدي المتطرف شنت هجوما مباغتا، يوم 22 و23 ماي 2025، على مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية، تبعه هجوم آخر في اليوم الموالي.
وبحسب البيان، فقد أسفر هذا العنف الجسدي الخطير عن إصابات بليغة في صفوف الطلبة، من بينها حالة طالب تعرض لضربات بأسلحة بيضاء أدت إلى بتر أذنه وتعرضه لإصابة خطيرة على مستوى الرأس.
أوضحت مجموعة الوفاء للبديل الأمازيغي، أن موجة العنف لم تتوقف عند هذا الحد، حيث أعيد تنفيذ الهجوم نفسه، يوم 28 ماي، داخل الحي الجامعي بالناظور، مما أسفر عن إصابة طالب آخر إصابة خطيرة في الرأس استدعت نقله على وجه السرعة إلى مستشفى “ابن سينا” بوجدة، حيث كشفت الفحوصات عن كسر في الجمجمة ونزيف داخلي خطير.
وأضافت أن التصعيد امتد كذلك إلى موقع جامعة وجدة، حيث قام الفصيل نفسه بمنع طلبة الحركة الثقافية الأمازيغية من دخول الكليات التي يتابعون بها دراستهم، وسط أجواء من التهديد والترهيب.
وأمام هذا الوضع المقلق، عبرت مجموعة الوفاء للبديل الأمازيغي عن تضامنها الكامل واللامشروط مع ضحايا هذه الاعتداءات، معتبرة أن ما وقع يشكل اعتداء إجراميا خطيرا يستهدف أمن وسلامة مناضلي الحركة داخل الجامعة المغربية.
طالبت المجموعة في بيانها، السلطات الأمنية والقضائية بالتدخل العاجل لحماية الطلبة، وفتح تحقيق قضائي شفاف لتحديد المسؤوليات وتوقيف المتورطين في هذه الاعتداءات الإجرامية، مؤكدة في الوقت نفسه على تشبثها بخيار النضال السلمي والحوار البناء الذي تتبناه الحركة الثقافية الأمازيغية.
كما دعت كافة مكونات الحركة الأمازيغية، داخل المغرب وخارجه، إلى مؤازرة الطلبة المعتدى عليهم في مواقع الناظور ووجدة، والتعبير عن التضامن معهم أمام ما يتعرضون له من حصار وتهديد.
وتعيد هذه الاعتداءات إلى الواجهة إشكالية العنف الجامعي بالمغرب، وضرورة تحييد الفضاء الجامعي عن الصراعات الإيديولوجية المتطرفة، وضمان الحق في التنظيم والتعبير والانتماء لجميع المكونات الفكرية والثقافية، دون ترهيب أو تمييز.