24 ساعة-عبد الرحيم زياد
المشروع الرامي إلى تحقيق حلم النفق الذي يربط إسبانيا بالمغرب يواصل التقدم. وقد بدأت مؤخرا دراسات جديدة لتقييم جدواه. لا توجد مستجدات كثيرة أخرى في هذا الصدد. ومع ذلك، أبرزت مجلة “Railway Supply” أن نفق إسبانيا-المغرب سيكون “معلما تاريخيا في الهندسة الحديثة”، على الرغم من أن الوقت وحده هو الذي سيحدد ما إذا كان هذا المشروع الطموح، الذي لا يزال حتى الآن مجرد حبر على ورق، سيتحقق أم لا.
وفقا لما يوضحه الموقع المتخصص في النقل الحديدي “Railway Supply”، سيتم الربط بين إسبانيا والمغرب بواسطة قطارات فائقة السرعة، مما يقلل من وقت السفر بين البلدين إلى أقل من 30 دقيقة.
وكانت الحكومة الإسبانية قد أعطت الضوء الأخضر في نوفمبر من العام الماضي لاستئجار أربعة أجهزة قياس الزلازل بأكثر من 480 ألف يورو لإجراء دراسة لقاع البحر في مضيق جبل طارق في إطار مشروع بناء نفق يربط إسبانيا بالمغرب، والذي اكتسب اهتماما جديدا في السنوات الأخيرة في أعقاب المرحلة الجديدة في العلاقات الثنائية.
مشروع الربط الثابت بين أوروبا وأفريقيا
على الرغم من أن الفكرة ليست جديدة، حيث ظهر أول اقتراح لربط جنوب أوروبا بشمال أفريقيا منذ أكثر من 40 عاما، إلا أن الصعوبات التقنية في ذلك الوقت حالت دون تنفيذه.
وقعت إسبانيا والمغرب في عام 1980 اتفاقا بشأن مشروع الربط الثابت بين أوروبا وأفريقيا، وبموجبه تم إنشاء شركتين وطنيتين مكلفين بدراسة جدوى المشروع، Secegsa من الجانب الإسباني والشركة الوطنية لدراسات مضيق جبل طارق (SNED) من الجانب المغربي.
ويسعى النهج الجديد إلى التغلب على التحديات الجيولوجية والبيئية التي يمثلها بناء بنية تحتية من هذا النوع في مضيق جبل طارق. وتشمل الخطة ثلاثة أنفاق يبلغ طولها الإجمالي 42 كيلومترا، منها 27.7 كيلومترا تحت سطح البحر.
إذا تم بناء هذا النفق، فمن المتوقع حدوث زيادة كبيرة في التجارة والتبادل الثقافي بين أوروبا وأفريقيا. بالإضافة إلى ذلك، سيشكل بناء هذه البنية التحتية تقدما ملحوظا في الهندسة تحت سطح البحر.