24 ساعة-متابعة
تنعقد بمدينة مراكش، ما بين 13 و15 ماي 2025، الدورة الأولى من المؤتمر الوطني للحوامض تحت شعار “تحديات قطاع الحوامض: ما هي آليات العمل المستقبلية الممكنة؟”، وذلك بمبادرة من الفيدرالية البيمهنية للحوامض “ماروك سيتروس”، وبدعم من وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات.
يمثل هذا الموعد العلمي فرصة حاسمة لتشخيص واقع قطاع الحوامض بالمملكة، واستشراف الحلول الممكنة لتجاوز العقبات البنيوية والظرفية، خاصة في ظل التحديات المناخية والمنافسة الشرسة في الأسواق الخارجية.
تراجع المساحات والإنتاج وسط آثار الجفاف
أظهرت معطيات حديثة لفيدرالية “ماروك سيتروس”، أُعدّت بشراكة مع وزارة الفلاحة، أن المساحات المزروعة بالحوامض تراجعت من 128 ألف هكتار سنة 2016 إلى 91.342 هكتار في 2024، بانخفاض بلغت نسبته 29%. ويعزى هذا التراجع الحاد إلى موجات الجفاف المتكررة التي ضربت مناطق الإنتاج، ما أجبر عددا من الفلاحين على اقتلاع الأشجار والتخلي عن نشاطهم.
رغم هذا الانخفاض، ما زال القطاع يحتفظ بأهمية اجتماعية واقتصادية كبيرة، حيث يوفر نحو 32 مليون يوم عمل سنويا، إلى جانب آلاف الوظائف في محطات التلفيف الأربعة والخمسين ومصانع العصير الأربعة بالمملكة.
الناظوركوت.. قصة نجاح مغربي
يبرز صنف الناظوركوت كمفخرة وطنية في سلسلة إنتاج الحوامض، حيث تم اكتشافه وتطويره محليا، ويوفر مردودية عالية وجودة متميزة.
ويعود اسم الناظوركوت إلى الباحث الزراعي المغربي السيد الناظوري الذي طور هذا الصنف من نبتة “موركوت”. كما يصدر هذا المنتوج حاليا إلى أكثر من 40 بلدا، مستفيدا من دفتر تحملات صارم وسلسلة إنتاج منظمة.
اضطر قطاع الحوامض المغربي خلال السنوات الأخيرة إلى إعادة هيكلة استراتيجيته التصديرية، بفعل المنافسة القوية من المنتجات التركية والمصرية في السوق الروسية. وساهم هذا التحول في التوجه نحو أسواق جديدة تتطلب معايير صارمة من حيث الجودة وشهادات المطابقة، مثل GlobalGAP وGRASP وLEAF، مما انعكس إيجابيا على جودة المنتجات الوطنية.
البرتقال المغربي.. تحديات وآفاق واعدة
يعاني البرتقال المغربي بدوره من تراجع في التصدير نتيجة المنافسة المصرية والعراقيل اللوجستية، ما أدى إلى تقليص موسم التصدير بشهرين. وأثر ذلك بشكل مباشر على محطات التلفيف التي لم تعد تعمل سوى خمسة أشهر سنويا، وعلى مصانع العصير التي فقدت مصادر تموينها من المنتجات غير القابلة للتصدير.
رغم الدعم الحكومي المعلن مؤخرا، إلا أن الفاعلين يعتبرونه غير كافٍ لسد الفارق التنافسي مع مصر. في المقابل، يمنح التراجع الكبير في إنتاج البرتقال بالبرازيل، بسبب فيروس الغرينينغ، فرصة للمغرب للتموقع في السوق العالمية.
ويراهن المؤتمر الوطني للحوامض على الخروج بتوصيات عملية قادرة على تعزيز مرونة القطاع، وضمان استدامته في ظل التقلبات المناخية والاقتصادية، مع الحفاظ على القيمة المضافة للمنتوج المغربي في الأسواق الوطنية والدولية.