24 ساعة-متابعة
تشهد أوساط مربي الماشية في المغرب حالة من القلق المتصاعد، في ظل استمرار تأخر الدعم الحكومي الذي كان منتظرا للتخفيف من آثار القرار الملكي القاضي بعدم ذبح الأضاحي هذا العام، بسبب التراجع الحاد في أعداد القطيع الوطني ويخشى المهنيون من أن تتفاقم أوضاعهم المالية في غياب أي إجراءات ملموسة لمواكبة تداعيات هذا القرار، الذي حرم آلاف الأسر من مورد رزق أساسي يشكل عيد الأضحى عماده السنوي.
وفي تصريح لـ “24 ساعة”، عبر محمد السنتيسي أحد مربي الماشية بمنطقة جرسيف، عن استيائه مما وصفه بـ”غياب تام لأي تدخل حكومي فعلي”، مشيرا إلى أن “لا مؤشرات توحي بقرب صرف دعم مخصص، ولا توجد معطيات رسمية أو تواصل مباشر مع الجهات الوصية على القطاع”.
وأضاف أن “المزارع البسيط وحده من يتحمل العبء، في حين أن المستفيد الأكبر من هذا الوضع كان الجزار، على حد قوله”.
وأوضح المتحدث أن غياب الدعم شمل مجالات حيوية، منها توفير الأعلاف بأسعار معقولة أو دعم الإناث المخصصة للإنتاج، لافتا إلى أن الكثير من المربين باتوا مثقلين بالديون، بعضها تم اقتراضه من أفراد آخرين وليس من مؤسسات مالية، ما فاقم الضغط الاجتماعي والاقتصادي عليهم كما أشار إلى تزايد النزاعات القضائية المتعلقة بعدم القدرة على سداد مستحقات تجار الأعلاف، حيث تتراوح الديون الفردية بحسبه بين 40 و80 ألف درهم.
وطالب المتحدث الحكومة بإطلاق مبادرة طارئة، على الأقل في شكل قروض بدون فوائد، مؤكدا أن “الأزمة باتت تهدد استمرارية النشاط الفلاحي في عدد من المناطق، وسط غياب رؤية واضحة لإعادة التوازن إلى القطاع”.
وفي المقابل، أكد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، خلال جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس المستشارين يوم الثلاثاء 10 يونيو 2025، أن الحكومة بصدد إعداد برنامج جديد يهدف إلى دعم مربي الماشية وإعادة تشكيل القطيع الوطني على أسس مستدامة.
وأشار الوزير إلى أن هذا البرنامج يندرج ضمن خطة شاملة لتعزيز مرونة القطاع الفلاحي، والاستفادة من التساقطات المطرية الأخيرة، التي وفرت شروطا ملائمة لإعادة إنعاش تربية الماشية، في انتظار إطلاق إجراءات تنفيذية خلال الفترة القريبة المقبلة.