24 ساعة ـ عبد الرحيم زياد
يشهد المغرب تقدمًا ملحوظًا في مسيرته نحو تعزيز الطاقات المتجددة، حيث يبرز مشروع الطاقة الريحية ببئر أنزران، الواقع بمدينة الداخلة جنوب المملكة، كأحد المشاريع الرائدة التي تدعم هذا التوجه الاستراتيجي. في 18 أبريل 2025، أعلن حسن نذير، الرئيس المدير العام لشركة “CME Africa”، عن اكتمال الإغلاق المالي لهذا المشروع الضخم، وذلك بعد توقيع عقد تمويله في 22 يناير 2025 مع كل من “التجاري وفا بنك”، و”بنك إفريقيا”، و”البنك الشعبي المركزي”.
مشروع بئر أنزران: رؤية طموحة للطاقة النظيفة
يعد مشروع بئر أنزران، الذي تبلغ قدرته الإنتاجية 360 ميغاواط، أحد أبرز المشاريع التي تندرج ضمن إطار القانون 13-09 المتعلق بالطاقات المتجددة. باستثمار إجمالي يصل إلى 4.8 مليار درهم، منها 3.8 مليار درهم تم تمويلها من قبل تحالف بنكي مغربي، يمثل هذا المشروع خطوة كبرى نحو تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية لتطوير الطاقات المتجددة. وأكد السيد حسن نذير، في منشور على منصة لينكدإن، أن “هذا المشروع يساهم بشكل ملموس في التحول الطاقي للمملكة المغربية”، مشيرًا إلى أن أعمال البناء التي بدأت في سبتمبر 2024 تسير وفق الجدول الزمني المحدد، مع توقعات ببدء التشغيل قبل نهاية 2026.
يأتي هذا المشروع في سياق طموح المغرب لرفع حصة الطاقات المتجددة إلى أكثر من 52% من مزيجه الكهربائي بحلول عام 2030، وهي رؤية تتزامن مع إصلاحات عميقة في قطاع الطاقة تهدف إلى تعزيز الاستدامة والاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة.
شراكة استراتيجية بين CME Africa وGreen of Africa
تتولى تنفيذ المشروع شركة “CME Africa”، وهي فرع تابع لمجموعة “Vinci Concessions”، تأسست نهاية عام 2018 بهدف تطوير وتشييد واستغلال المحطات الريحية والشمسية. وتتعاون في هذا المشروع مع شركة “Green of Africa”، وهي مؤسسة مغربية متخصصة في تطوير وتمويل وبناء وتدبير محطات الطاقة المتجددة، يقودها السيد أحمد الناقوش. هذه الشراكة تجسد التكامل بين الخبرات الدولية والمحلية، مما يعزز قدرة المشروع على تحقيق أهدافه بكفاءة وفعالية.
أهمية المشروع في السياق الوطني
يعد مشروع بئر أنزران نموذجًا للالتزام المغربي بالتحول نحو اقتصاد أخضر، حيث يساهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وخفض انبعاثات الكربون. كما يعزز مكانة الداخلة كمركز إقليمي للاستثمار في الطاقات المتجددة، مما يدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الأقاليم الجنوبية للمملكة. إضافة إلى ذلك، يبرز المشروع قدرة القطاع البنكي المغربي على تمويل مشاريع ضخمة، مما يعكس الثقة في الرؤية الطاقية للمغرب.