24 ساعة ـ متابعة
في قرار يعكس تحولاً ملحوظاً في المواقف الدبلوماسية والعسكرية، أعلنت مصر مشاركتها في مناورات “الأسد الأفريقي 2025” التي تستضيفها المغرب بالتعاون مع الولايات المتحدة، بعد رفضها المشاركة في مناورات “سلام إفريقيا 3” التي كانت مقررة في الجزائر خلال الفترة من 21 إلى 27 مايو 2025. هذا القرار، الذي جاء احتجاجاً على إدراج جبهة البوليساريو الإنفصالية، في المناورات الجزائرية، يحمل دلالات سياسية وعسكرية عميقة، خاصة في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة حول قضية الصحراء المغربية.
خلفية القرار المصري
مناورات “سلام إفريقيا 3″، التي تنظمها لجنة الدفاع لمنطقة شمال إفريقيا التابعة للاتحاد الإفريقي، كانت تهدف إلى تعزيز التنسيق العسكري بين دول المنطقة، بما في ذلك مصر، تونس، ليبيا، والجزائر، إلى جانب جبهة البوليساريو. إلا أن إدراج البوليساريو، وهي حركة انفصالية تدعمها الجزائر في نزاع الصحراء المغربية، أثار استياء القاهرة. وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن مصر فوجئت بتغيير مفاجئ في قائمة المشاركين، حيث لم يكن إدراج البوليساريو جزءاً من الاتفاق الأولي. هذا الوضع دفع مصر إلى الانسحاب، مؤكدة موقفها الداعم لوحدة الأراضي المغربية ورفضها الاعتراف بكيانات غير معترف بها دولياً.
• صورة لطيار مروحيات أباتشي من جمهورية مصر العربية 🇪🇬 في المغرب 🇲🇦 للمشاركة في مناورات الاسد الإفريقي العسكرية
• من المنتظر ان تنطلق يوم غد أكبر مناورة عسكرية في القارة الأفريقية رسميا في المغرب بمشاركة 40 دولة و 10 آلاف جندي pic.twitter.com/lIe0Zk1zgY
— Defense Atlas – المرصد الأطلسي للدفاع و التسليح (@DefenseAtlas009) May 11, 2025
في المقابل، اختارت مصر المشاركة في مناورات “الأسد الأفريقي 2025″، وهي أكبر تمرين عسكري في القارة، ينظمه المغرب بالشراكة مع القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم) خلال الفترة من 12 إلى 23 مايو 2025. تشمل هذه المناورات، الت تشمل هذه المناورات. التي تجري في مدن مغربية مثل أكادير، طانطان، والقنيطرة، مشاركة أكثر من 10 آلاف جندي من 40 دولة. بما في ذلك دول من إفريقيا، أوروبا، ومنطقة الشرق الأوسط.
قرار مصر يعكس عدة أبعاد استراتيجية:
مشاركة مصر في مناورات في مناورات “الأسد الأفريقي 2025” بالمغرب بعد رفضها مناورات الجزائر يعكس نهجاً دبلوماسياً وعسكرياً متوازناً يهدف إلى تعزيز الشراكات الإقليمية والدولية مع الحفاظ على مواقفها المبدئية بشأن سيادة الدول. هذا التحول يعزز مكانة المغرب كمركز للتعاون العسكري في إفريقيا، بينما يضع الجزائر أمام تحديات دبلوماسية جديدة. مع استمرار المناورات، ستبقى الأنظار متجهة نحو كيفية تأثير هذه التطورات على ديناميكيات القوى في المنطقة