24 ساعة_ متابعة
يخلد المغرب اليوم الأربعاء 4 غشت الذكرى 443 لمعركة واد المخازن، وهي محطة فاصلة محملة بأبعاد ودلالات تاريخية وسياسية رمزية تعكس حزم المغرب للدفاع عن المقدسات الدينية والوطنية.
الاحتفاء بهذه الذكرى المشرفة ضمن التاريخ المغربي، توثق للحظات انتصار الشعب المغربي البطولي على المتربصين بأراضي المملكة ، كما ترسم ملامح ملحمة بطولية عنوانها عزة نفس المغاربة قاطبة واستعدادهم الدائم للدفاع عن حوزة الوطن وإعلاء راية الإسلام و تلاحهم للذود عن حمى الوطن وسيادته ووحدته ، رغم قلة الإمكانات والوسائل آنذاك في مقابل القوة الكبيرة التي كانت لدى أعداء المغرب.
وما يعطي القيمة الدلالية الكبرى أيضا لمعركة واد المخازن هو أنها وقعت في ظروف إقليمية ودولية معقدة و دقيقة تميزت بسلسلة من المواجهات العسكرية مع القوى الاستعمارية الأوروبية، وبتنامي الأطماع الأجنبية والرغبة في التحكم في أوضاع الشمال الإفريقي وخاصة في الدولة المغربية، بهدف استغلال الموانئ المغربية الاستراتيجية، مع البحث عن الذرائع لتبرير حملات عسكرية على المغرب، وهو ما لم يتأت لهم رغم الفارق في القوة العسكرية .
ويؤرخ يوم الاثنين 4 غشت من سنة 1578 ، لمعركة حامية الوطيس دارت بوادي المخازن في منطقة السواكن بعد أن حطم المغاربة جسر النهر للحيلولة دون تراجع القوات الغازية نحو ميناء العرائش ، ومني البرتغاليون بخسارة جسيمة حيث قتل ملكهم ،والملك المخلوع محمد المتوكل ،كما توفي السلطان عبد المالك السعدي إبان المعركة بسبب تسمم تعرض له من الأعداء.
وقد أخفى خلفه السلطان احمد المنصور الذهبي نبأ وفاته ليواصل تدبير وقيادة المعركة التي اصطلح تسميتها بمعركة الملوك الثلاثة ، والتي أكسبت المغرب مجدا تليدا زاد من هيبة المغرب ومكانته.
ولهذه الأسباب، شكلت معركة وادي المخازن مبعث اعتزاز وفخر كبير للمغرب كبلد تواق الى السلم والأمن والاستقرار وقوي وباسل في الدفاع عن كرامته وسيادته ووحدته الترابية.