الدار البيضاء-أسماء خيندوف
أوقف الخبير الاقتصادي المغربي مهدي فقير مداخلته على قناة “فرانس 24” الفرنسية، خلال حلقة مخصصة لمناقشة الدعوة الملكية إلى الامتناع عن ذبح أضحية عيد الأضحى، وذلك احتجاجًا على عرض خريطة مبتورة للمغرب على الشاشة.
ولم يتردد فقير في مقاطعة النقاش لمخاطبة مقدمة البرنامج، مندّدًا بهذا المساس بوحدة أراضي المملكة. وذكّر بأن فرنسا عبّرت رسميًا، وفي أكثر من مناسبة، عن اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء، لا سيما من خلال تصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون.
L’économiste Mehdi El Fakir recadre France 24 après l’affichage d’une carte tronquée du Maroc #Sahara_marocain pic.twitter.com/f0O1fpP42a
— Hajar Sadiqui (@HajarSadiqui) February 28, 2025
وفوجئ فقير بقيام القناة بعرض خريطة تُظهر خطًا وهميًا يفصل الأقاليم الجنوبية عن باقي التراب الوطني، ما دفعه إلى بدء مداخلته بتحفظ، قبل أن يوجه حديثه مباشرة إلى مقدمة النشرة، مطالبًا بتصحيح هذا الخطأ والالتزام بالموقف الرسمي الفرنسي، الذي أكدته رسالة ماكرون إلى الملك محمد السادس، وأعادت تأكيده الزيارات الأخيرة لمسؤولين فرنسيين إلى الأقاليم الجنوبية، ومن بينهم وزيرة الثقافة رشيدة داتي ورئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه.
كما شدّد فقير على ضرورة تصحيح هذا الخطأ احترامًا لموقف الدولة الفرنسية، قائلاً: “لست بحاجة لتذكيركم بخطاب الرئيس إيمانويل ماكرون، ولا بالزيارات الأخيرة للوفود الرسمية الفرنسية إلى الأقاليم الجنوبية المغربية”.
تُعد “فرانس 24” قناة ممولة من الأموال العامة الفرنسية، ما يلزمها بالتماشي مع الموقف الرسمي للدولة الفرنسية بشأن قضية الصحراء المغربية غير أن القناة، المعروفة بمواقفها المنتقدة للمغرب، سبق لها أن حدّثت تمثيلها الجغرافي للمملكة عقب زيارة ماكرون، حيث أدمجت الأقاليم الجنوبية بوضوح، قبل أن تعود الآن إلى عرض خريطة مجتزأة.
يطرح هذا التراجع تساؤلات حول دوافع القناة للابتعاد عن الموقف الرسمي الفرنسي، الذي أكّده الإليزيه مرارًا، ودفع وسائل إعلام أخرى، مثل “فرانس 5″، إلى تعديل خرائطها منذ غشت 2024، بإدراج الأقاليم الجنوبية ضمن التراب المغربي.
ويأتي هذا التحوّل رغم اعتراف الإليزيه بسيادة المغرب على الصحراء، في سياق يعكس تقاربًا دبلوماسيًا واضحًا بين الرباط وباريس، ما يثير تساؤلات حول أسباب العودة إلى خريطة منحازة.