24 ساعة-متابعة
أكد نزار بركة وزير التجهيز والماء، أن المغرب يخطو خطوات واسعة نحو تعزيز الأمن المائي للمواطنين عبر تبني مقاربة متكاملة تعرف بـ”البعد المائي”، تهدف إلى ضمان تزويد جميع سكان المملكة بالماء الصالح للشرب.
جاء ذلك خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، يوم الثلاثاء 17 يونيو 2025، حيث أوضح الوزير أن هذه الاستراتيجية ترتكز على عدة محاور رئيسية، منها بناء سدود كبرى لا تزال في طور الإنجاز، بالإضافة إلى مشاريع ربط بين هذه السدود لتحسين استغلال الموارد المائية المتاحة.
وأكد بركة على الدور الحاسم لمحطات تحلية مياه البحر، مشيرا إلى مساهمتها الفعالة في تأمين إمدادات الماء الصالح للشرب للمدن الساحلية، مع توسع في ربطها بعدد من المدن الداخلية مثل مراكش وابن جرير واليوسفية وخريبكة.
كما أبرز الوزير جهود المغرب في تطوير محطات متنقلة لتحلية ومعالجة المياه العادمة، حيث تم تصنيع 240 محطة، تم اقتناء عدد كبير منها، ويجري حاليا تشغيل 70 محطة، بينما تستخدم أكثر من 45 محطة في مناطق متعددة، لا سيما الجبلية والساحلية.
وشدد على أن هناك برنامجا استعجاليا يشمل مختلف الجهات، مع عقد لقاءات جهوية ضمن إطار ورش الجهوية المتقدمة، يؤكد أهمية الشراكة الفاعلة بين الجهات والحكومة لإنجاز المشاريع المائية، بهدف ضمان وصول الماء الصالح للشرب لكل مواطن في المملكة.
وفي مستهل حديثه، أشار بركة إلى توجيهات الملك محمد السادس في خطاب العرش، والتي حددت هدفا طموحا يتمثل في ضمان التزويد بنسبة 100% بالماء الصالح للشرب لجميع سكان المغرب، إلى جانب تأمين 80% من مياه السقي الزراعي.
في محور آخر، كشف الوزير عن إنجازات مهمة في إطار البرنامج الوطني لتقليص الفوارق المجالية والاجتماعية، الذي ساهم في بناء أكثر من 17 ألف كيلومتر من الطرق القروية، خصوصا في المناطق الجبلية.
وأضاف أن تنفيذ هذا البرنامج جاء عبر صندوق التنمية القروية، بمساهمة فعالة من وزارة الفلاحة والتنمية القروية وعدد من القطاعات الوزارية، مع اعتماد مقاربة جهوية مندمجة.
وفي هذا السياق، أكد بركة أن هناك استراتيجيات متعددة السنوات تستهدف تحسين الربط الطرقي وتقليص الفجوات المجالية، من خلال المخطط الأول والثاني للطرق القروية، مشيرا إلى الأهمية الكبرى لتطوير المنشآت الفنية إلى جانب الطرق، خاصة في المناطق الجبلية التي تواجه تحديات انقطاع الطرق خلال موسم الأمطار، ما يعوق تنقل التلاميذ إلى مدارسهم.
وشدد على ضرورة تطوير القناطر والمنشآت الفنية لضمان استمرارية التنقل، سواء للأطفال أو سكان المناطق النائية، رغم الظروف المناخية الصعبة، مؤكدا أن تعزيز البنية التحتية في كل المناطق يتطلب جهودا متواصلة.
وفي إطار هذا التوجه، أعلن الوزير عن إطلاق شراكة مع جهة الرباط-سلا-القنيطرة لتفعيل برنامج خاص يركز على تعزيز البنية التحتية، لا سيما في منطقة الخميسات، ضمن الاستراتيجية الوطنية لتقليص الفوارق المجالية وتحسين ظروف العيش في القرى والمناطق الجبلية.