إعداد- زينب لوطفي
الرياضيون المغاربة ليسوا مجرد أبطال في ميادينهم، بل هم رموز للعزيمة والإرادة التي تعكس قيم الانضباط، الصبر، والعمل الجاد.
في رمضان، حيث تتعزز الروح الإنسانية والتضامن، نلتقي مع هؤلاء الأبطال الذين استطاعوا أن يصبحوا قدوة للأجيال الجديدة، محققين إنجازات عظيمة على المستويين الوطني والدولي.
كل حلقة من هذه السلسلة ستأخذنا في رحلة عبر مسيرة أحد الرياضيين المغاربة، نستعرض خلالها أبرز محطات حياته المهنية والشخصية، وكيف تحدى الصعاب ليصل إلى القمة. إن قصصهم تحمل في طياتها دروسًا في القوة الداخلية والتفاني في العمل، مما يجعلها مصدر إلهام لكل متابع.
انضموا إلينا في هذه الرحلة الرمضانية المميزة عبر جريدة “24 ساعة” الإلكترونية، وتعرفوا على أبطال المغرب الذين رفعوا اسم بلدهم عاليًا في مختلف المحافل الرياضية.
الحلقة الرابعة
تُعد نزهة بدوان واحدة من أبرز العداءات المغربيات والعربيات في تاريخ ألعاب القوى، حيث حفرت اسمها بحروف من ذهب في سباقات 400 متر حواجز، محققة إنجازات عالمية غير مسبوقة جعلتها رمزًا للمرأة الرياضية المغربية.
وُلدت نزهة بدوان في 18 شتنبر 1969 بمدينة الرباط، وبدأت مسيرتها الرياضية في سن مبكرة، حيث أظهرت موهبة استثنائية في سباقات السرعة والحواجز، انطلقت نحو العالمية بسرعة مدفوعة بإصرارها الكبير على النجاح، إلى أن أصبحت واحدة من أفضل العداءات في تخصصها.
حققت بدوان أبرز إنجازاتها في بطولة العالم لألعاب القوى عام 1997 بأثينا، حيث أبهرت العالم بفوزها بالميدالية الذهبية في سباق 400 متر حواجز، متفوقة على أفضل العداءات العالميات، وأكدت سيطرتها على هذا التخصص عندما احتفظت بلقبها العالمي في بطولة إشبيلية عام 1999، لتصبح بذلك أول عداءة مغربية تفوز بلقبين عالميين متتاليين.
إلى جانب تتويجها العالمي، تألقت بدوان في دورة الألعاب الأولمبية في سيدني 2000، حيث حصدت الميدالية البرونزية، في إنجاز عزز مكانتها كإحدى أبرز العداءات في تاريخ المغرب، كما أحرزت العديد من الألقاب القارية والعربية، من بينها ذهبية ألعاب البحر الأبيض المتوسط والبطولات الأفريقية والعربية.
نالت نزهة بدوان تكريم الملك الحسن الثاني مرتين، وتكريم الملك محمد السادس عام 1999، فضلا عن إحرازها لقب “أحسن عداءة” عام 2000 عقب الألعاب الأولمبية في كندا.
بعد مسيرة حافلة بالنجاحات أعلنت نزهة بدوان اعتزالها المنافسات الدولية، لكنها لم تبتعد عن الرياضة، حيث انخرطت في العمل الإداري والتدريبي، وساهمت في تطوير ألعاب القوى المغربية، تولت عدة مناصب، من بينها رئاسة الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع، حيث عملت على نشر الثقافة الرياضية بين الشباب وتشجيع الممارسة الرياضية في مختلف الفئات.
يظل اسم نزهة بدوان راسخًا في ذاكرة الرياضة المغربية والعالمية، حيث نجحت في كسر الحواجز داخل وخارج المضمار، مُلهمةً الأجيال القادمة من العداءات.