24 ساعة ـ عبد الرحيم زياد
تشهد ليبيا، وعلى وجه الخصوص العاصمة طرابلس ومحيطها، حالة من الاضطراب السياسي والأمني. تهدد استقرار حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة والمجلس الرئاسي المرتبط بها.
هذه الأزمة، التي تتفاقم بفعل الانقسامات الداخلية والصراعات المسلحة، تضع الحكومة في موقف هش. وتثير تساؤلات حول مستقبل الاستقرار في شمال إفريقيا و منطقة الساحل. فضلاً عن تأثيرها على طموحات إعادة إحياء اتحاد المغرب العربي كما تريده وتتمناه الجزائر.
أزمة حكومة الدبيبة: بين الشرعية والتحديات
تولت حكومة الدبيبة، التي تشكلت في مارس 2021 بدعم من الأمم المتحدة، مهام توحيد المؤسسات الليبية وإنهاء الصراع المسلح. غير أن هذه الحكومة تواجه تحديات جمة، أبرزها فقدان الشرعية في أعين بعض الأطراف السياسية والعسكرية. خاصة في شرق ليبيا بقيادة المشير خليفة حفتر.
فقد شهدت طرابلس مؤخرًا استقالات لعدد من الوزراء، بما في ذلك وزير الإسكان والتعمير أبوبكر الغاوي. ووزير الاقتصاد محمد الحويج. إلى جانب اشتباكات أمنية وإغلاق طرق رئيسية بالمدرعات. مما يعكس حالة التوتر المتزايد.
إضافة إلى ذلك، أصدر المجلس الرئاسي. قرارات بتجميد بعض قرارات الدبيبة المتعلقة بإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية، مما يبرز الخلافات العميقة بين المؤسسات الحاكمة. هذه الانقسامات تضعف قدرة الحكومة على فرض سلطتها. خاصة في ظل استمرار نفوذ المليشيات المسلحة التي باتت تتحكم في مفاصل الدولة.
العلاقة مع الجزائر وتداعياتها الإقليمية في مهب الريح
تعتبر الجزائر أحد الداعمين الرئيسيين لحكومة الدبيبة، حيث تسعى إلى تعزيز نفوذها في ليبيا كجزء من استراتيجيتها في شمال إفريقيا والساحل. ومع ذلك، فإن الضعف المتزايد لحكومة الدبيبة يشكل تراجعا للنفوذ الجزائري في المنطقة. فإذا ما سقطت هذه الحكومة أو فقدت سيطرتها على طرابلس. وهو أمر لم يعد مسبعدا. فإن ذلك يعني عمليا سارة للحليف “ما قبل الأخير” للجزائر. مما يعزز من هيمنة قوى أخرى. مثل تلك المدعومة من مصر أو دول الخليج.
هذا الوضع يضع الجزائر أمام تحديات كبيرة. حيث تسعى للحفاظ على توازن القوى في المنطقة. خاصة بعد سعيها انشاء ما سمي مغرب عربي ثلاثي بين الجزائر وتونس وحكومة الدبيبة. بحيث أن سقوط حكومة الدبيبة أو تراجع نفوذها يعني انتهاء الحلم الجزائري الوهمي. في إحياء اتحاد المغرب العربي بالشكل الذي تروج له.
تحديات وجودية تهدد بانهيار سلطتهما في طرابلس
إن حكومة الدبيبة والمجلس الرئاسي في ليبيا يواجهان تحديات وجودية تهدد بانهيار سلطتهما في طرابلس، مما يُلقي بظلال ثقيلة على الاستقرار الإقليمي. هذا الوضع لا يُضعف الجزائر فحسب، بل يُعيد طرح السؤال حول جدوى فكرة المغرب العربي الثلاثي الذي تروج له، دون توافق حقيقي مع دول المنطقة خاصة المغرب.