الرباط-أسامة بلفقير
أفرجت هيئة الأغلبية المكونة من أحزاب التحالف الحكومي أخيرًا عن تفاصيل الاجتماع الذي عقدته يوم أول أمس الأربعاء، والذي شهد خلافات واضحة بين الأطراف المشاركة.
وتأخر إصدار البيان المعتاد الذي يتبع اجتماعات أحزاب الأغلبية: التجمع الوطني للأحرار، الاستقلال، والأصالة والمعاصرة، مما أثار شكوكا حول السبب الذي يقف وراء ذلك.
في ظل هذه الأجواء، حاولت هيئة رئاسة الأغلبية، في بيانها، تهدئة الأوضاع بعد التصريحات النارية التي أطلقها محمد أوجار، القيادي في حزب الأحرار، ضد فاطمة الزهراء المنصوري، وزيرة الإسكان ومنسقة الأصالة والمعاصرة.
وأشادت الهيئة في بيانها الصادر، الذي جاء بعد ساعات من انعقاد الاجتماع، بإنجازات قطاع الإسكان الذي تشرف عليه الوزيرة، معتبرة إياه جزءًا من “النتائج الإيجابية التي حققتها الحكومة في مختلف القطاعات.
فهل ضغطت فاطمة الزهراء المنصوري بقوة على زملائها في الأغلبية من أجل الثناء على عملها، بعد النيران الصديقة التي أتت من وزير العدل الأسبق وعضو المكتب التنفيذي لحزب التجمع الوطني للأحرار أوجار؟ خصوصا وأن بلاغ ”البام” كان قد رد بشكل أو بآخر على تصريحاته، وهل كانت هذه النقطة بالذات سببا في تأخر إصدار بيان هيئة رئاسة الأغلبية لساعات كثيرة ( الاجتماع انعقد الأربعاء ولم يصدر البيان سوى مساء الخميس).
وكان انتقاد أوجار لوزارة المنصوري قد أثار حفيظة الأصالة والمعاصرة. ووجه هذا القيادي التجمعي، خلال استضافته في برنامج “نقطة إلى السطر” على القناة الأولى، انتقادات لاذعة لإدارة قطاع السكنى، مشيرًا إلى أن البيروقراطية والتعقيدات المسطرية أثرت سلبًا على الأولويات الحكومية، خصوصًا في مجال التشغيل.
رد الأصالة والمعاصرة جاء سريعًا وعبر أعلى هياكله السياسية، حين أصدر المكتب السياسي للحزب بلاغًا عبّر فيه عن “اعتزازه الكبير بالوقع الإيجابي للتدابير المتخذة في قطاع السكنى”، واعتبر أن القطاع يمثل أحد النجاحات البارزة للحكومة الحالية.
ولم يكتفِ الحزب بالدفاع عن وزارة قائدته المنصوري، بل اتهم حلفاءه ، في البلاغ ذاته، بعدم احترام “ميثاق الأغلبية”، مطالبًا بعقد اجتماعات رئاسية منتظمة للتفاعل مع المستجدات بشكل فوري.
وتعكس هذه التوترات الانقسامات المتصاعدة داخل التحالف الحاكم، خصوصًا مع اقتراب موعد الانتخابات التي من المتوقع أن تزيد من سخونة التنافس بين الأطراف، وقد تؤدي إلى أن يسلك كل واحد منهم الطريق الذي يرى أنها تناسبه.