الرباط-عماد مجدوبي
أعلنت الخارجية الفرنسية أن وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، جان-نويل بارو، استقبل أمس نظيره المغربي، ناصر بوريطة.
وأشاد الوزيران بالدينامية غير المسبوقة التي تشهدها العلاقات الثنائية الفرنسية المغربية، والتي “فُتح لها كتاب جديد”، على حد تعبيرهما بمناسبة المحادثة التي جرت بين رئيس الجمهورية الفرنسية وجلالة الملك محمد السادس في أكتوبر 2024.
وفي هذا الصدد، أكد الوزيران مجدداً عزم البلدين على تعزيز وحماية والدفاع عن “الشراكة الاستثنائية المعززة” التي أُطلقت خلال زيارة الدولة التي قام بها رئيس الجمهورية الفرنسية إلى المغرب بدعوة من جلالة الملك محمد السادس.
واستعرضا التقدم المحرز في تنفيذ هذه الشراكة في جميع المجالات واتفقا على مواصلة تعميقها، وهو ما تعززه بشكل خاص الزيارات المتبادلة العديدة وتنفيذ الاتفاقيات العديدة التي تم توقيعها بهذه المناسبة. وأعربا عن ارتياحهما لاحتمال انعقاد اجتماع رفيع المستوى في المغرب في الخريف المقبل.
وذكّر الوزير بالموقف الثابت الذي عبر عنه رئيس الجمهورية: بالنسبة لفرنسا، فإن حاضر ومستقبل الصحراء يندرجان في إطار السيادة المغربية. والحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الإطار الذي يجب أن تُحل فيه هذه القضية.
وأضاف “إن دعم فرنسا لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب عام 2007، والذي يحظى بإجماع دولي متزايد الاتساع، واضح وثابت. وهو يشكل الأساس الوحيد للتوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومتفاوض عليه وفقاً لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.
وفي هذا السياق، ذكّر الوزير بدعم فرنسا لجهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي وشجع جميع الأطراف على الاجتماع بهدف التوصل إلى تسوية سياسية، وهو أمر في متناول اليد.
وجدد الوزير أيضاً التزام فرنسا بمواكبة الجهود الهامة التي يبذلها المغرب من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية لهذه المناطق، بما يعود بالنفع على السكان المحليين. وأشار إلى مختلف الإجراءات التي اتخذتها فرنسا في هذا الاتجاه وأعرب عن رغبته في استمرار هذه الدينامية.
وتبادل الوزيران وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية، ولا سيما العلاقات الأوروبية المتوسطية، والوضع في الشرق الأوسط والقارة الأفريقية.
وأكدا مجدداً عزمهما على وضع التعاون الفرنسي المغربي في خدمة تسوية الأزمات الإقليمية والدفاع عن النظام القانوني الدولي. وأعربا بشكل خاص عن رغبتهما في العمل المشترك في أفريقيا، من خلال خارطة طريق مشتركة.
وأشاد الوزير بالتزام المغرب في المحافل متعددة الأطراف بشأن قضايا السلام والاستقرار والتنمية، وأكد مجدداً رغبته في مواصلة التشاور الوثيق في هذا المجال وكذلك تقديم مبادرات مشتركة فيه.
وفي هذا الصدد، أشار إلى أن مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات، الذي سيعقد في نيس في يونيو، سيكون فرصة لتوضيح المساهمة الهامة التي يمكن أن تقدمها الشراكة الفرنسية المغربية في الدفاع عن المنافع العامة العالمية.
كما أشاد الوزير بتصديق المملكة المغربية على معاهدة الأمم المتحدة بشأن أعالي البحار.