24 ساعة-متابعة
جدد وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتيلو، هجومه على الجزائر، متهما إياها بزيادة الاستفزازات ضد فرنسا. وفي كلمته، الأحد 19 ينايرالجاري، على قناة BFMTV، دعا بوتفليقة إلى المراجعة الفورية للاتفاقية الفرنسية الجزائرية لعام 1968، وهو النص الذي يعتبره “عتيقا” و”غير عادل”.
وتتدهور العلاقات بين فرنسا والجزائر إلى مستوى حرج. في ظل ما تعتبره باريس سلسلة من الاستفزازات المتعمدة من جانب الجزائر. رفض استعادة المواطنين المطرودين، وسجن الشخصيات الفكرية الفرنسية الجزائرية، واللامبالاة تجاه المبادرات الفرنسية للمصالحة، بالنسبة لبرونو ريتيلو، وزير الداخلية، فإن الكأس مليئة. ويتهم الجزائر بازدراء فرنسا علانية، ويطالب برد حازم وفوري، بدءا من التشكيك في اتفاقية الهجرة لعام 1968، التي يصفها بالمهينة والعفا عليها الزمن.
اتفاق “مهين” و”غير متناغم”
أعرب برونو ريتيلو عن استيائه من اتفاق 1968. الذي اعتبره “ظلما تاريخيا” تجاه الجاليات الأجنبية الأخرى المقيمة في فرنسا. وأكد أنه “حان الوقت بالنسبة لفرنسا أن تبتعد عن منطق الاسترضاء الأحادي الجانب”. مشددا على أن هذا النص أصبح أداة لاختلال التوازن في العلاقات الثنائية. وأكد بحزم أن “هذه الاتفاقية عفا عليها الزمن. وأدت إلى تشويه الهجرة الجزائرية ولم يعد لها مكان في سياستنا الحالية في مجال الهجرة”.
ويأتي هذا التصريح في سياق اتسم بسلسلة من الحوادث الدبلوماسية التي أدت إلى تفاقم غضب باريس. ومن بين الحالات الأكثر رمزية حالة مؤثر جزائري طرد من فرنسا لكن الجزائر رفضت عودته. على الرغم من امتلاكه لجواز سفر بيومتري صالح. وقال ريتيللو إن “هذا الرفض يشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي”. مضيفا أن هذا السلوك يعكس “ازدراء واضحا” لفرنسا.
“بدون الحزم الجزائر ستستمر في الدوس علينا”
وبعيدا عن التوترات المرتبطة بالهجرة، وسع ريتيللو انتقاداته للتنديد بسلسلة من الأفعال التي يعتبرها “عدائية” و”عدوانية” من جانب الجزائر. وأشار بشكل خاص إلى سجن الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال في الجزائر، والذي قدمه باعتباره هجومًا على الحقوق الأساسية ورمزًا للاعتبار القليل الذي توليه الجزائر للقيم الديمقراطية.
ولم يخف الوزير غضبه، مؤكدا أن “فرنسا أظهرت صبراً مثالياً ورغبة صادقة في المصالحة”. لكنها في المقابل لم تتلق سوى “لفتات التحدي والاستفزاز”. وبحسب قوله فإن هذه المواقف المتكررة تضر بشكل عميق “بكرامة فرنسا وفخرها”.
ودعا برونو ريتيللو إلى رد حازم وفوري، داعيا إلى توازن واضح للقوى بين باريس والجزائر. وحذر من أنه “بدون الحزم فإن الجزائر ستواصل الدوس علينا”. ودعا إلى اتخاذ “تدابير قوية” لاستعادة التوازن، بدءا بمراجعة اتفاق 1968 أو إلغائه تماما.
بالنسبة لريتاليو، لم يعد الوقت مناسبًا للإيماءات التصالحية. بل حان الوقت للرد الحازم على الشريك الذي يعتبره الآن خصمًا. “يجب على الجزائر أن تفهم أن فرنسا لن تتسامح بعد الآن مع هذه الجرائم المتكررة. وختم قائلا “إنها مسألة سيادة واحترام متبادل”.