24 ساعة-عبد الرحيم زياد
من الدار البيضاء، وفي إطار فعاليات منتدى كرانس مونتانا، أشاد وزير الشؤون الخارجية المالي، عبد الله ديوب، بالدور القيادي للملك محمد السادس. والاهتمام الخاص الذي يوليه لدول الساحل الأعضاء في تكتل “تحالف دول الساحل” (AES). جاء ذلك في تصريحات قوية أطلقها الوزير المالي، والتي تضمنت أيضاً انتقاداً مبطناً لما أسماه “محاولات الجزائر تهميش وعزل بلداننا في الساحل”.
تأتي تصريحات ديوب لتسلط الضوء على الديناميكية المتنامية بين المغرب ودول الساحل. لا سيما في ظل المبادرة الأطلسية التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس لتمكين الدول الساحلية غير المطلة على البحر من الوصول إلى المحيط الأطلسي. وقد لاقت هذه المبادرة ترحيباً واسعاً من قبل دول الساحل. التي ترى فيها فرصة حقيقية لتعزيز اندماجها الاقتصادي والتجاري مع العالم.
وفي كلمته خلال المنتدى، نوه وزير خارجية مالي بالدعم “الثابت” الذي يقدمه المغرب لبلاده ولدول الجوار في الساحل. مؤكداً أن هذا الدعم يتجسد في مبادرات ملموسة تهدف إلى تحقيق التنمية والاستقرار في المنطقة. وأشار ديوب إلى أن الرؤية الملكية للمغرب تجاه إفريقيا، والساحل على وجه الخصوص، تتسم بالبراغماتية والتضامن، وتسعى إلى بناء شراكات حقيقية ومستدامة.
وفي سياق حديثه عن التحديات التي تواجه دول الساحل، تطرق الوزير المالي إلى ما وصفها بـ “محاولات تهميش وعزل” هذه الدول.
في إشارة فُهم منها أنها موجهة نحو الجزائر. وتأتي هذه التصريحات في ظل توترات إقليمية تشهدها منطقة الساحل. وتزايد الخلافات بين بعض دول التكتل الجديد (مالي والنيجر وبوركينا فاسو) والجزائر، والتي تفاقمت مؤخراً على خلفية قضايا أمنية ودبلوماسية.
وتؤكد تصريحات ديوب من الدار البيضاء على التقارب المتزايد بين دول الساحل والمغرب. وعلى الثقة التي تضعها هذه الدول في الرؤية المغربية. لتعزيز التعاون الإقليمي وتحقيق التنمية المشتركة.
كما أنها تعكس رغبة واضحة لدى دول الساحل في تجاوز الخلافات والتحديات الإقليمية من خلال بناء شراكات قوية وموثوقة. تخدم مصالح شعوبها وتطلعاتها نحو مستقبل أفضل.