24 ساعة-عبد الرحيم زياد
نظّم مؤيدون لجبهة البوليساريو، بدعم مباشر من الجزائر، مساء السبت، وقفة احتجاجية أمام القنصلية العامة للمملكة المغربية في مدينة لاس بالماس بجزر الكناري الإسبانية. جاءت هذه التحركات في إطار محاولات متكررة لاستمالة الرأي العام الأوروبي عبر ترديد شعارات إنسانية وسياسية، لكنها بدت مكررة وفاقدة للصدى، مما يكشف عن تراجع تأثير هذه الدعوات على المستوى الشعبي والمدني.
حضور محتشم يكشف تراجع الدعم
لم يتجاوز عدد المشاركين في الوقفة الأربعين شخصاً، وهو رقم متواضع يعكس بوضوح ضعف الحشد الشعبي لهذه التحركات. هذا الحضور المحدود يبرز انخفاض الدعم الذي تحظى به جبهة البوليساريو. حتى في مناطق كانت تُعتبر في السابق نقطة جذب لبعض المتعاطفين مع قضيتها. وفي ظل غياب أي تفاعل من المجتمع الكناري المحلي، سواء من منظمات المجتمع المدني أو وسائل الإعلام، بات واضحاً أن هذه الدعوات تعاني من عزلة متزايدة وانعدام التأثير في الرأي العام.
شعارات مستهلكة وفقدان المصداقية
اعتمد المحتجون على ترديد شعارات إنسانية وسياسية، لكنها بدت مكررة ومفتقرة إلى الابتكار أو القدرة على إثارة الاهتمام. هذه الشعارات، التي طالما روّجت لها جبهة البوليساريو، أصبحت مكشوفة ومستهلكة، خاصة في ظل التطورات السياسية الأخيرة التي عززت موقف المغرب دولياً. فقد تبنت دول أوروبية وأفريقية عديدة، بما في ذلك إسبانيا، موقفاً داعماً لمبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب كحل واقعي وعملي لقضية الصحراء. هذا التحول الدبلوماسي قلّص من مساحة التأثير التي كانت تحاول جبهة البوليساريو استغلالها عبر مثل هذه الوقفات.
عزلة محلية ودولية
لم يقتصر غياب التفاعل على المجتمع الكناري فحسب، بل امتد إلى عدم وجود أي ردود فعل بارزة من وسائل الإعلام المحلية أو المنظمات غير الحكومية في جزر الكناري. هذا الصمت يكشف عن انعدام الاهتمام المحلي بتحركات البوليساريو، مما يعزز الانطباع بأن هذه الدعوات لم تعد تجد صدى يذكر خارج الأطر التي تدعمها الجزائر بشكل مباشر. على المستوى الدولي. تتضاءل مساحة المناورة أمام جبهة البوليساريو، خاصة مع تزايد الدعم الدولي للموقف المغربي، والذي يعكس رؤية أكثر واقعية لحل النزاع.
الدعم الجزائري: محاولة لإبقاء القضية على السطح
يبقى الدعم الجزائري المباشر هو المحرك الأساسي وراء هذه الوقفات الاحتجاجية. في محاولة لإبقاء قضية الصحراء على السطح وإحراج المغرب دبلوماسياً. غير أن هذه الاستراتيجية تظهر حدودها، حيث إن غياب الحشد الشعبي والتفاعل المحلي يقلل من فعالية هذه التحركات. كما أن الاعتماد المستمر على الدعم الجزائري، دون وجود قاعدة شعبية حقيقية، يعزز من صورة البوليساريو الانفصالية. كجبهة تعتمد على دعم خارجي أكثر من كونها حركة ذات شرعية شعبية واسعة.