الدار البيضاء-آسية الداودي
كوكايين الفقراء أو مخدر “البوفا” واحد من المخدرات الخطيرة التي يلجأ إليها الكثير من الشباب بالمغرب، بسبب ثمنه المنخفض، يتردد عليه الكثير بسبب المادة الفعالة القوية التي يتكون منها، وقد ينتج عنه في بعض الأحيان الوفاة لأنه يؤثر بسوء على المخ والجسم بأكمله.
وينتشر مخدر “البوفا” بكثرة داخل المغرب ويقبل عليه العديد من الأشخاص، ومع إجراء بعض اللقاءات مع الشباب الذين سبق لهم تعاطي البوفا والتعافي منه اتضح أن الكثيرون منهم، يقبلون عليه بسبب رخص ثمنه حيث أنه لا يتجاوز 6 دراهم مغربية، ومفعوله لا يزيد عن ربع ساعة حيث يبدأ بعد 5 دقائق من تناوله، ولهذا السبب قامت دولة المغرب بوضع مخدر البوفا في جدول المخدرات، ويعاقب كل مدمن أو تاجر مخدرات.
البوفا.. بقايا الكوكايين القاتلة
حسب موقع “independent arabia” ، فمخدر البوفا هو عبارة عن بقايا الكوكايين التي لا تصلح للاستهلاك، يتم طبخها على نار خفيفة مع مواد مخدرة أخرى إلى أن تصبح المادة شبيهة بالكريستال، تستهلك البوفا عبر استنشاقها مثل الكوكايين.
انتشر هذا المخدر بين الشباب بشكل كبير في المغرب سواء كانوا من العاطلين أو الطلبة، ويرجع السبب إلى سعره الرخيص جداً، إذ يصل سعر الغرام الواحد إلى 5 دولارات فقط أي ما يقارب 50 درهماً مغربياً.
تحذيرات من مخدر الفقراء
بعد انتشار مخدر البوفا في المغرب خرجت العديد من الجمعيات الحقوقية والهيئات المدنية، بالإضافة إلى خطابات المساجد لتدق ناقوس الخطر فيما يتعلق بهذا المخدر، فيما طالبت هذه الأخيرة السلطات بالتحرك بأسرع وقت للحد منه في الأسواق السوداء المغربية.
على سبيل المثال قام حزب فيدرالية اليسار بدق ناقوس الخطر في شأن رواج مخدر “البوفا” وسط الشباب والفئات الفقيرة، خاصة في مدينة برشيد التي شهدت حالات اعتداء متواترة بسبب هذا المخدر، داعياً السلطات إلى تشديد المراقبة على المسالك التجارية والاستهلاكية.
كما قامت جمعية آباء وأولياء أمور التلاميذ في المغرب بتقديم شكوى للحد من هذا الأخير خاصة بعد تفشي استهلاكه بين صفوف التلاميذ القاصرين، ما استدعى السلطات إلى شن حملة لإلقاء القبض على بائعيه في هذه الأماكن.
نشوة وعنف
يعرف ياسين، شاب في عقده الثاني، مخدر “البوفا” بأنه عبارة عن بقايا الكوكايين من الفتات الذي لا يصلح للاستهلاك، ويتم طبخها على نار خفيفة مع مواد مخدرة مختلفة، قبل أن يصبح مادة تشبه “الكريستال”، ويتم استنشاقه مثل الكوكايين.
ويقول هذا الشاب، وهو مدمن سابق على “البوفا”، إن هذا المخدر صار منتشراً بشكل كبير وسط الشباب العاطلين وحتى المتعلمين من تلاميذ وطلبة أيضاً.
ويعزو المتحدث ذاته انتشار مخدر “البوفا” بشكل كبير وسط المراهقين والشباب إلى رخص ثمنه، فالغرام الواحد منه يساوي 60 درهماً (6 دولارات)، بالتالي فهو متاح بسهولة للطبقات الفقيرة
أخصائية نفسية: البوفا يسبب العصبية والعنف
جميلة سدراوي، أخصائية نفسية، في تصريحها لجريدة “24 ساعة” تقول إن هذا المخدر المعروف باسمه الشعبي “البوفا”، وباسمه العالمي “الكراك”، هو بالفعل يعطي لمستهلكه قوة ونشاطاً زائداً، لكن أيضاً يسبب له عصبية وعنفاً حاداً قد يدفعه إلى إيذاء نفسه والآخرين.
وتشرح للجريدة بأن هذا المخدر يقوي الشعور بالانتقام لدى متعاطيه، إذ بمجرد الإدمان عليه تتوارد على عقل المدمن عديد من الصور السلبية أو المواقف التي أثرت فيه أو أغضبته قبل ذلك في حياته، بالتالي يتجه صوب أشخاص بعينهم لينتقم منهم حتى لو كانوا قد تصالحوا.
وبخصوص صفات”البوفا” وتداعياته النفسية، أفادت الأخصائية ذاتها بأن المخدر يمنح طاقة خادعة من القوة الجسدية، لكنه في الحقيقة يدمر تدريجاً الجهاز العصبي المركزي للمدمن، كما يحدث لدى متعاطيه نوعاً من القلق الشديد، وارتعاش اليدين، وعلامات أخرى.
وتابعت الحديث أن خطورة هذا المخدر لا تتوقف بالامتناع عن تعاطيه، فبعد أن يقرر المدمن العلاج أو الانسحاب من الإدمان عليه، فإن آثاراً نفسية تظل عالقة به، وتعوقه عن التراجع، مثل دخوله في نوبة من البكاء الهستيري، أو الاكتئاب الحاد، باعتبار أن الجهاز العصبي قد اعتاد على المخدر، والكف عن استنشاقه أو تدخينه يجعله يدخل في هذه النوبات النفسية والعصبية.
البوفا: تغييب العقل
أضافت الأخصائية النفسية في حديثها للجريدة، أن إدمان هذا المخدر قريب من إدمان السيلسيون والميكا، لكن يبقى مخدر البوفا أخطر على مستعمله، حيث يرفعه من الواقع كوحش آدمي، إذ يقوم بتغييب العقل ويتسبب في العجز الجنسي التام.
وتابعت بأن إدمان هذا المخدر يعرف انتشارا واسعا وغريبا بين شبابنا ونشئنا، خاصة بعد وصوله إلى جنبات ووسط المؤسسات التعليمية والتكوينية”، موردة: “للأسف، هي ظاهرة وليدة اليوم لكنها تعرف انتشارا فظيعا بين دروبنا باسم التفتح والتحرر تارة، وتارة باسم العيش بعيدا من مشاكل الحياة من جهة نظر الشباب المغرر بهم.