إعداد-زينب لوطفي
الرياضيون المغاربة ليسوا مجرد أبطال في ميادينهم، بل هم رموز للعزيمة والإرادة التي تعكس قيم الانضباط، الصبر، والعمل الجاد.
في رمضان، حيث تتعزز الروح الإنسانية والتضامن، نلتقي مع هؤلاء الأبطال الذين استطاعوا أن يصبحوا قدوة للأجيال الجديدة، محققين إنجازات عظيمة على المستويين الوطني والدولي.
كل حلقة من هذه السلسلة ستأخذنا في رحلة عبر مسيرة أحد الرياضيين المغاربة، نستعرض خلالها أبرز محطات حياته المهنية والشخصية، وكيف تحدى الصعاب ليصل إلى القمة.
إن قصصهم تحمل في طياتها دروسًا في القوة الداخلية والتفاني في العمل، مما يجعلها مصدر إلهام لكل متابع.
انضموا إلينا في هذه الرحلة الرمضانية المميزة عبر جريدة “24 ساعة” الإلكترونية، وتعرفوا على أبطال المغرب الذين رفعوا اسم بلدهم عاليًا في مختلف المحافل الرياضية.
الحلقة الخامسة والعشرون
يُعتبر يونس العيناوي أحد أبرز رموز التنس المغربي والعربي، وصاحب مسيرة رياضية حافلة بالعطاء والإنجازات التي تجاوزت حدود الوطن.
وُلد العيناوي في 12 شتنبر 1971 بمدينة الرباط، وبدأت رحلته مع الكرة الصفراء منذ الصغر، قبل أن يقرر عام 1986 مغادرة مقاعد الدراسة بثانوية “ديسكارتس” لتحقيق حلمه الرياضي.
كانت وجهته الأولى مركز التكوين “فيلا بريميروس” في مدينة بوردو الفرنسية، قبل أن يشد الرحال عام 1990 إلى أكاديمية “نيك بوليتيري” في فلوريدا بالولايات المتحدة، حيث صقلت موهبته وتحوّل إلى نجم عالمي في ملاعب التنس.
دخل العيناوي عالم الاحتراف سنة 1990، ولم يحتج إلى وقت طويل للتأقلم مع عمالقة التنس، ففي مشاركته الثانية في بطولة “رولان غاروس” عام 1995، خطف الأضواء ببلوغه دور ثمن النهائي، بعد أن تجاوز ست مباريات قوية، كانت مباراته أمام النجم الأمريكي أندريه أغاسي على الملعب الرئيسي “فيليب شاتريي” لحظة فارقة في مسيرته، خصوصًا وأنه حينها كان يعيش حياة بسيطة ويأتي إلى الملعب عبر “المترو”.
ورغم الإصابة التي أبعدته عن الملاعب لسنتين، عاد العيناوي بقوة ليصنع التاريخ من جديد، ففي عام 1999، نجح في الصعود من المركز 237 إلى 34 في التصنيف العالمي، محققًا أول ألقابه الاحترافية عندما هزم الأرجنتيني ماريانو زاباليتا في نهائي بطولة أميرسفورت في 9 غشت 1999.
وشهد عام 2000 واحدة من أفضل محطات مسيرته، حيث بلغ ربع نهائي بطولة أستراليا المفتوحة، وثمن نهائي “رولان غاروس”، إلى جانب تألقه في بطولات “الماسترز 1000 نقطة”، حيث واجه أسماء كبيرة مثل غوستافو كويرتن، ماغنوس نورمان، ومايكل شانغ.
أما عام 2002، فكان عاما استثنائيا للعيناوي، إذ تُوّج بثلاثة ألقاب كبرى: بطولة الدوحة في قطر، وجائزة الحسن الثاني في الدار البيضاء، وبطولة ميونيخ في ألمانيا، كما حقق إنجازًا لافتًا في بطولة أمريكا المفتوحة بوصوله إلى ربع النهائي، حيث واجه الأسترالي ليتون هيويت.
وفي عام 2003، سجل العيناوي اسمه في تاريخ التنس بمباراته الملحمية أمام الأمريكي أندي روديك في ربع نهائي بطولة أستراليا المفتوحة، التي استمرت لأكثر من خمس ساعات، وانتهت بنتيجة 21-19 في المجموعة الخامسة، ليُذكر كواحد من أطول وأمتع اللقاءات في تاريخ اللعبة.
وفي ختام مسيرته، لا يزال يونس العيناوي يعتبر واحداً من أبرز الأسماء التي ارتبطت بالتنس المغربي والعالمي، بفضل عزيمته وإصراره، استطاع أن يرفع راية المغرب عالياً في المحافل الدولية ويترك بصمته في تاريخ الرياضة.