اسامة بلفقير – الرباط
في تعليقه على موجة التكفير التي يشهدها المغرب خلال السنين الاخيرة، والتي يعد هو أيضا أحد ضحاياها، قال المعتقل السلفي السابق محمد عبد الوهاب رفيقين “لقد طالبنا الحكومة مرارا وتكرارا بالعمل على ضرورة تجريم التكفيرن اعتباره جناية يتابع عليها الشخص”.
وأضاف رفيقي الملقب بـ”أبوحفص”، في تصريح لـ”24ساعة”، “ليس من حق أي كان أن يكفر شخصا مخالفا له في الرأين مهما كان هذا الرأي صادما للآخرين”، وزاد قائلا:” كل اساليب التخوين والتكفير والتحريض هي اساليب بدائية لا تتناسب ولا تتوافق إطلاقا مع مفهوم الدولة الحديثة والمدنية التي نسعى إليها جميعا، وبالتالي وجب على الجميع الإشتغال لمحاربة هذا التوجه”.
وأوضح “أبو حفص” في ذات التصريح، “أن الإشكال الكبير ليس في ردود الأفعال التي تصدر الآن عند وقوع حدث ما، لكن الإشكال هو هذه البنية التي تصنع التطرف وتدفع الشباب إلى الإلتحاق ببؤر القتال”، موضحا أن “من تملأ (البنية) قبله حقدا وكراهية تجاه المخالف له فطبيعي جدا أن يحب الإنتقال إلى مرحلة الهجوم الجسدي عليه، لذلك فهذا الموضوع خطير جدا ولا يجب الإستهانة به”.
وحول سبب إقدام عدد من شيوخ السلفية على تكفيره دون الحديث عن عدد من النشطاء والفعاليات التي طالبت هي الأخرى بفتح نقاش حول الإرث بناء على توصية للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، قال عبد الوهاب رفيقي:”أظن أن السبب في ذلك هو أن المكفرين يعتبرون الآخرين غير متخصصين في الميدان ويصنفونهم في الصف الحداثي والعلماني البعيد عن الشأن الديني، وبالتالي يرون ان تصريحات مثل هذه الشخصيات لن تؤثر على المجتمع”.
لكن، يستدرك المتحدث، “حين تصدر تصريحات في هذا الموضوع من شخص قريب من الشأن الديني ونشأ في بيئة متدينة فأكيد أن الصدمة تكون أكبر ورد الفعل يكون أكثر شنجا”.
ونفى رفيقي أن يكون قد لجأ للقضاء أو أن يكون قد طالب بالحماية بعد تكفيره وإهدار دمع على إثر مطالبته بإعادة النظر في مسألة الإرث الواردة في الشريعة الإسلامية، مؤكدا أنه تعود على مثل هذه الأمور، كما طالب الدولة المغربية بحماية المواطنين وتكريس قيم التعايش والتعددية والتنوع ومحاربة مثل هذه الظاهرة (التكفير).
وحول سبب إثارة موضوع الإرث في هذه الظرفية بالذات، أكد “أبو حفص”، على “أن الموضوع تمت مناقشته خلال برنامج كان يحضره، وتزامن ذلك مع صدور كتاب صدر مؤخرا واشترك فيه عدد كبير من المفكرين والمثقفين والفنانين، يشددون من خلاله على ضرورة فتح نقاش جدي في موضوع الإرث”، مضيفا، “من محاسن الصدف أن تتزامن إثارة هذا الموضوع مع شكيل الحكومة الجديدة مما يجعل مثل هذه الحوارات تهيئ الأرضية للحكومة من أجل الخوض في نقاشات مهمة”.