بعد ثلاثة أسابيع من فقد الصحفي السعودي جمال خاشقجي، لا تزال أجهزة الأمن الأمريكية والأوروبية الرئيسية تفتقر إلى صورة كاملة للدور الذي ربما لعبه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في اختفائه وموته.
وقال ستة مسؤولين أمريكيين وغربيين يوم الاثنين إنهم يعتقدون أن الأمير، وهو الحاكم الفعلي للمملكة العربية السعودية، هو المسؤول في نهاية الأمر عن اختفاء خاشقجي نظرا لدوره في الإشراف على أجهزة الأمن السعودية، لكنهم لا يملكون دليلا دامغا.
ويشتبه مسؤولون أتراك في أن خاشقجي، الذي كان يكتب بصحيفة واشنطن بوست، قتل وقطعت أوصاله داخل القنصلية السعودية في اسطنبول في الثاني من أكتوبر تشرين الأول على يد فريق من السعوديين.
وقالت المملكة يوم السبت إن الصحفي البالغ من العمر 59 عاما قتل في شجار داخل القنصلية. وأبلغ مسؤول سعودي رويترز لاحقا أن 15 سعوديا أرسلوا إلى تركيا لمواجهة خاشقجي هددوه بالتخدير والخطف ثم قتلوه خنقا عندما قاوم.
وقال المسؤولون الأمنيون الغربيون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن أسمائهم، إن الصورة الكاملة لما حدث لخاشقجي لم تتضح لديهم بعد. ولا يعرف هؤلاء كيف مات وإلى أين نقلت جثته.
وأضاف المسؤولون أنه برغم التسريبات الإعلامية الكثيرة التي تزعم بأن تركيا تملك تسجيلات صوتية توثق تعذيب وقتل خاشقجي، لم يتم إطلاع وكالات أمريكية أو وكالات حكومات حليفة على مثل تلك الأدلة.
وبالنسبة لحلفاء السعودية الغربيين، فإن أحد الأسئلة الرئيسية هو ما إذا كانوا يصدقون أن الأمير محمد، الذي يصور نفسه على أنه إصلاحي، له أي دور في الواقعة.
كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد قال الأسبوع الماضي إن الأمير نفى بشكل قاطع أي معرفة باختفاء خاشقجي.
وقال مصدران على اطلاع على تقارير المخابرات إن ثقة خبراء الحكومات الغربية في أن الأمير محمد يتحمل بعض المسؤولية عن العملية تعتمد بدرجة كبيرة على تقييمهم لدوره المهيمن في إدارة الحكومة.
وقال مصدر أمني غربي ”من الصعب قول إن (الأمير محمد بن سلمان) لم يكن على علم بهذا“.
لكن المصادر ذكرت أن تقارير المخابرات الأمريكية ومخابرات الدول الحليفة التي تتناول بالتفصيل أي تعليمات محددة ربما أصدرها ولي العهد بشأن حادثة خاشقجي ليست قاطعة.
ويترك هذا أسئلة مفتوحة منها ما إذا كانت العملية السعودية في اسطنبول كان الهدف منها دائما قتل خاشقجي أم أن الخطة الأصلية كانت تستهدف خطفه ونقله إلى السعودية.
وقال ترامب يوم الاثنين إنه لا يزال غير راض بما سمعه من السعودية بخصوص مقتل خاشقجي.
وذكرت المصادر أن المسؤولين الأتراك قدموا للمسؤولين الأمريكيين والغربيين روايات شفهية للأدلة التي يقولون إنهم حصلوا عليها والتي توثق مصير خاشقجي.
وقال مصدر أمني أوروبي إن المعلومات التي قدمتها تركيا شفهيا ”تفصيلية للغاية وإنهم يبدون واثقين“.
وقال مصدران إن الولايات المتحدة وحلفاءها لديهم أيضا بعض تقارير المخابرات المستقلة التي تدعم التقارير الإعلامية التي ذكرت أن خاشقجي قتل داخل القنصلية على يد فرقة عسكرية أرسلت من السعودية إلى اسطنبول.