حاوره : عزوزي بدرالدين
بعد استئناف العلاقات الدبلوماسية، وصلت قبل قليل أول رحلة جوية مباشرة إلى المغرب قادمة من إسرائيل وتحمل على متنها جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاره، ويشير برنامج الزيارة إلى التوجه لتوقيع عدة اتفاقيات بين الرباط والدولة العبرية، وخلال احتفال أقيم في القدس حضره كوشنر أكد أن استئناف العلاقات مع المغرب “سيوفر مجموعة جديدة كاملة من الفرص لشمال إفريقيا والشرق الأوسط بأسره”. وفي هذا الصدد، نحاور “أحمد الدراري” أستاذ بجامعة عبد المال السعدي ليوافينا بمعطيات حول زيارة كوشنر للمغرب وتداعياتها الجيواستراتيجية على قضية الصحراء المغربية.
كيف تقرأ سياق زيارة كوشنر للمغرب رفقة الوفد الإسرائيلي خصوصا بعد عودة العلاقات بين الرباط وتل أبيب ؟
تأتي زيارة المبعوث الأمريكي كوشنر للمغرب رفقة الوفد الإسرائيلي بهدف احياء و تجديد العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وتل أبيب التي تجمدت منذ 2002، وفي سياق التعاون الأمريكي المغربي الذي تحكمه محطات تاريخية مهمة تعود ل1777، ذلك ان المغرب بفضل عراقة ديبلوماسيته و تعاونه الدولي ووعيه الحضاري، و ترصيدا لتضحياته ووقوفه الى جانب الشعوب المستضعفة و حمايته للأقليات الدينية والثقافية وكفاحه من اجل حماية سيادته على كافة ترابه. جاء القرار الأمريكي القاضي بسيادة المغرب على كامل صحرائه، تثمينًا للمجهودات الدبلوماسية الرسمية وتأييدا لحق المغرب الثابت على صحرائه و مبطلًا لمشروع الخصوم الوهمي و الزائف والمصطنع والمغرض، حيث ان حركة البوليساريو الانفصالية ليست الا حركة ماركسية مسلحة رافضة للمذهب الليبرالي التعددي الحر، حيث تأسست في المغرب من قبل مواطنين مغاربة واحتضنتها الجزائر فيما بعد ورعتها دول كانت منتمية للأيديولوجية الاشتراكية السوفياتية سابقا والتي كانت تدعم وتمول عمليات الانقلابات العسكرية على الأنظمة الموالية سياسيًا واقتصاديًا لأمريكا.
ما هي تداعيات زيارة كوشنر للمغرب وتوقيع عدد من الاتفاقيات على التحولات الجيواستراتيجية للمملكة ؟
ان الزيارة التي يقوم بها كوشنر للمغرب هي زيارة عمل وإبرام اتفاقيات تعاون تهم المجال الاقتصادي والأمني والعسكري وتتماشى مع التحولات الجيواستراتيجية للمملكة المغربية، خصوصا وان الولايات المتحدة مقبلة على فتح قنصلية بمدينة الداخلة المغربية ذات الاهتمام الاقتصادي وهو ما يؤشر على ان الصحراء المغربية أصبحت منصة اقتصادية إقليمية وافريقية ودولية، ومن الطبيعي ان تتحول الولايات المتحدة الأمريكية الى حليف استراتيجي للمملكة المغربية تحكمهما اتفاقيات تهم مجالات مختلفة خصوصا في مجال التعاون الأمني والتصنيع العسكري والشراكة الاقتصادية و تخصيص ميزانية للنهوض التنموي يشمل كل المواطنين المغاربة بمن فيهم ابناء الاقاليم الجنوبية.
عودة العلاقابين الرباط وتل أبيب بعد زيارة كوشنير رفقة الوفد الإسرائيلي وتداعياتها الجيواستراتيجية على قضية الصحراء المغربية؟
بالنسبة لعودة العلاقات الديبلوماسية بين الرباط وتل أبيب تأتي في سياق التعاون المبني على أولوية المصلحة الوطنية، وأيضا التعاون الذي تفرضه صفة المواطنة التي يتمتع عدد كبير من اليهود المغاربة سواء الذين يقطنون في المغرب او الذين هاجروا الى اسرائيل وما يزالون محتفظين بجنسيتهم القانونية وممتلكاتهم بالمغرب، اضافة الى مكانة اسرائيل بين كثير من الدول العربية، وموقفها من سيادة المغرب على كامل ترابه ودفاع اليهود المغاربة في المنابر الدولية عن السيادة المغربية على كافة اجزاء ترابه وهو ما يقوي حق الشعب المغربي وكرامته بعدما تعرض لمختلف أنواع المآمرات والتي كانت مكلفة بشريا وماليا وزمنيا.
ومعلوم ان مصالح المغرب امام تآمر الخصوم من نفس الدين والثقافة والتاريخ وكذلك حلفائهم الأيديولوجيين عطل التحاق المغرب بالركب الاقتصادي واليوم فان المملكة المغربية بصدد اعادة صياغة وتغيير استراتيجيتها الماكرو اقتصادية والعسكرية والأمنية الديبلوماسية من اجل تخطي خلدونية القرن الثاني عشر واعتماد براجماتية منصفة تراعي مصالح المغرب العليا بدرجة أولى.