24ساعة-متابعة
أكد سفير المغرب لدى الأردن فؤاد أخريف، أن البلدين يعملان حاليا على “بناء شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد” تشمل العديد من المجالات.
وأضاف أخريف، في حوار مع صحيفة “مدار الساعة الإخبارية”، نشرته اليوم الأحد، أن هذه الشراكة الاستراتيجية، تشمل إقامة مشاريع ملموسة في مجالات متعددة كالطاقات المتجددة والزراعة والسياحة، إضافة إلى تبادل الخبرات في مجالات التأهيل المهني في التخصصات المرتبطة بقطاعات السياحة والصناعات الغذائية والبناء والأشغال العامة وإدارة الموارد المائية.
وأبرز أن آفاق التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين “تظل واعدة جدا ومبشرة، ونعول على الجهود المشتركة للارتقاء بها إلى مستوى تطلعات وطموح قائدي البلدين”، مشيرا إلى أن المغرب والأردن تجمعهما “علاقات قوية ومتجذرة”، ترتكز على وشائج الأخوة والروابط التاريخية المتينة، وعلى التعاون المثمر والتضامن الفعال والتنسيق والتشاور المستمر.
وأضاف أخريف أن هذه العلاقة التاريخية أرسى أسسها المغفور لهما الملك الحسن الثاني والملك الحسين بن طلال، وطورها بعد ذلك صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وأخيه صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظهما الله، وأعطياها زخما قويا ونقلاها إلى مرحلة الشـراكة الاستراتيجية، مذكرا في هذا السياق بالزيارة الهامة التي قام بها العاهل الأردني إلى المغرب في 28 مارس 2019، بدعوة من أخيه جلالة الملك محمد السادس.
ولفت السفير المغربي إلى أن الذاكرة المغربية تسترجع باعتزاز بالغ حدثين هامين في تاريخ ومسار هذه العلاقات الوطيدة بين البلدين، يجسدان التضامن الموصول بين البلدين، مشيرا في هذا السياق إلى المشاركة الأردنية المتميزة في المسيرة الخضراء المظفرة، سنة 1975، لاسترجاع المغرب أقاليمه الجنوبية، بوفد رفيع المستوى ضم 41 شخصية، وافتتاح الأردن لقنصليته في مدينة العيون بالأقاليم الجنوبية في 4 مارس 2021.
وأشاد أخريف بالموقف الثابت والراسخ للأردن بقيادة الملك عبد الله الثاني، بخصوص دعم الوحدة الترابية للمغرب ومبادرة الحكم الذاتي المغربية، “وهو الموقف النبيل الذي ما فتئت تجدد المملكة الشقيقة التأكيد عليه في جميع المناسبات وفي مختلف المحافل الإقليمية والدولية، يقابله موقف مغربي ثابت وموصول، قوامه التضامن الكامل مع الأردن والوقوف بقوة معه ضد كل ما قد يتهدده من أخطار، ودعم كل ما تتخذه السلطات الأردنية، من إجراءات لصون أمن البلاد والحفاظ على استقرارها ووحدة أراضيها”.
وعلى مستوى التنسيق والتشاور السياسي بين المملكتين الشقيقتين، أكد أخريف بأن العلاقات بين الأردن والمغرب “تعتبر نموذجا يحتذى به، سواء على مستوى التنسيق أو وحدة المواقف، تجاه القضايا التي تهم البلدين وقضايا المنطقة بشكل عام”.
وأضاف أن البلدين يحرصان على تعزيز هذا النهج التشاوري المتأصل في علاقاتهما، مشيدا بدور الأردن الوازن ضمن منظومة العمل العربي المشترك والمنظومة الإقليمية، وبسياساته الحكيمة الرامية إلى تعزيز التضامن العربي ودعم مسيرة العمل العربي المشترك.
وبين أخريف أن هناك تشاورا وتنسيقا مستمرين بين البلدين على مختلف المستويات، خاصة فيما يتعلق بالأوضاع في المنطقة العربية، “ومن بينها الحرب على غزة ومواقف بلدينا متطابقة في هذا الاتجاه”.
وعلى مستوى التعاون القطاعي، أوضح السيد أخريف أننا “نتوافر حاليا على إطار قانوني يزيد على 120 اتفاقا ومذكرة تفاهم وبرامج تنفيذية، تشمل كافة المجالات السياسية والاقتصادية والصحية والتعليمية والثقافية والإعلامية والسياحية والطاقة والمعادن والرياضية والشؤون الاجتماعية، ونحن بصدد مراجعة وتحيين هذا الإطار لجعله أكثر ملاءمة مع التطورات ومتطلبات التعاون الثنائي”.
كما أن البلدين ، يشير السيد أخريف، يتوفران على رافد آخر لتعزيز التعاون الثنائي، من خلال آلية اللجنة العليا المشتركة العليا يرأسها رئيس الحكومة من الجانب المغربي ورئيس مجلس الوزراء من الجانب الأردني.
في المقابل، سجل أن التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري “يظل دون مستوى تطلعات البلدين وإمكانياتهما، رغم وجود إطار قانوني جذاب سواء على المستوى الثنائي أو المتعدد الأطراف لرجال الأعمال وفعاليات القطاع الخاص في البلدين”.
ودعا رجال الأعمال وفعاليات القطاع الخاص في البلدين من أجل الانخراط في الدينامية التي تعرفها العلاقات المغربية الأردنية والاستفادة من الفرص الاستثمارية التي يتيحها اقتصادا البلدين وقوانينهما المحفزة،مشيرا إلى أن المغرب “قد يكون بوابة رجال الأعمال الأردنيين نحو القارة الافريقية والأردن بوابة نظرائهم المغاربة نحو آسيا”.
وشدد على أهمية إعادة تشغيل خط الطيران المباشر بين الدار البيضاء وعمان باعتباره مطلبا ضروريا لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياحية والإنسانية بين البلدين، مشيرا بهذا الخصوص إلى “تواصل الجهود المشتركة في الوقت الحالي، لإعادة تشغيل هذا الخط في أقرب الآجال”.