الدار البيضاء-آسية الداودي
كوكايين الفقراء أو مخدر “البوفا” واحد من المخدرات الخطيرة التي يلجأ إليها الكثير من شباب بالمغرب بسبب ثمنه المنخفض، يتردد عليه الكثير بسبب المادة الفعالة القوية التي يتكون منها، وقد ينتج عنه في بعض الأحيان الوفاة لأنه يؤثر بسوء على المخ والجسم بأكمله.
ينتشر البوفا بكثرة داخل المغرب ويقبل عليه فئات عمرية مختلفة، ومع إجراء بعض المناقشات مع الشباب الذين سبق لهم تعاطي البوفا والتعافي منه اتضح أن الكثيرون يقبلون عليه بسبب رخص ثمنه حيث أنه لا يتجاوز 6 دراهم مغربية، ومفعوله لا يزيد عن ربع ساعة حيث يبدأ بعد 5 دقائق من تناوله، ولهذا السبب قامت المغرب بوضع مخدر البوفا في جدول المخدرات، ويعاقب كل مدمن أو تاجر مخدرات.
في هذا الإطار، قالت جميلة سدراوي، أخصائية نفسية، في تصريحها لجريدة “24 ساعة” ، إن هذا المخدر المعروف باسمه الشعبي “البوفا”، وباسمه العالمي “الكراك”، هو بالفعل يعطي لمستهلكه قوة ونشاطاً زائداً، لكن أيضاً يسبب له عصبية وعنفاً حاداً قد يدفعه إلى إيذاء نفسه والآخرين.
وتشرح سدراوي، بأن هذا المخدر يقوي الشعور بالانتقام لدى متعاطيه، إذ بمجرد الإدمان عليه تتوارد على عقل المدمن عديد من الصور السلبية أو المواقف التي أثرت فيه أو أغضبته قبل ذلك في حياته، بالتالي يتجه صوب أشخاص بعينهم لينتقم منهم حتى لو كانوا قد تصالحوا.
وبخصوص خصائص “البوفا” وتداعياته النفسية، أفادت الأخصائية ذاتها بأن المخدر يمنح طاقة خادعة من القوة الجسدية، لكنه في الحقيقة يدمر تدريجاً الجهاز العصبي المركزي للمدمن، كما يحدث لدى متعاطيه نوعاً من القلق الشديد، وارتعاش اليدين، وعلامات أخرى.
وتابعت في حديثها للجريدة، أن خطورة هذا المخدر لا تتوقف بالامتناع عن تعاطيه، فبعد أن يقرر المدمن العلاج أو الانسحاب من الإدمان عليه، فإن آثاراً نفسية تظل عالقة به، وتعوقه عن التراجع، مثل دخوله في نوبة من البكاء الهستيري، أو الاكتئاب الحاد، باعتبار أن الجهاز العصبي قد اعتاد على المخدر، والكف عن استنشاقه أو تدخينه يجعله يدخل في هذه النوبات النفسية والعصبية.
وأضافت سدراوي أن إدمان هذا المخدر قريب من إدمان السيلسيون والميكا، لكن يبقى مخدر البوفا أخطر على مستعمله، حيث يرفعه من الواقع كوحش آدمي، إذ يقوم بتغييب العقل ويتسبب في العجز الجنسي التام.
وخلصت المتحدثة، بأن إدمان هذا المخدر يعرف انتشارا واسعا وغريبا بين شبابنا ونشئنا، خاصة بعد وصوله إلى جنبات ووسط المؤسسات التعليمية والتكوينية”، موردة: “للأسف، هي ظاهرة وليدة اليوم لكنها تعرف انتشارا فظيعا بين دروبنا باسم التفتح والتحرر تارة، وتارة باسم العيش بعيدا من مشاكل الحياة من جهة نظر الشباب المغرر بهم.