24 ساعة ـ متابعة
كشف تقرير صادم أصدرته منظمة اليونيسف يوم الثلاثاء 15 أبريل 2025 عن مأساة إنسانية تهز الضمير العالمي. حيث لقي أكثر من 3500 طفل مصرعهم أو فُقدوا خلال العقد الماضي أثناء محاولتهم عبور طريق الهجرة عبر البحر الأبيض المتوسط المركزي من شمال إفريقيا إلى إيطاليا. هذا الرقم المروع، الذي يعادل طفلًا واحدًا يوميًا على مدى عشر سنوات. يسلط الضوء على المخاطر الهائلة التي يواجهها الأطفال المهاجرون بحثًا عن الأمان والحياة الكريمة.
وفقًا للتقرير، قد تكون هذه الأرقام مجرد تقديرات متحفظة، إذ إن العديد من حوادث الغرق تمر دون تسجيل أو شهود. مما يعني أن العدد الحقيقي للضحايا قد يكون أعلى بكثير. غالبية هؤلاء الأطفال، حوالي 70% منهم، يخوضون هذه الرحلة الخطرة دون مرافقة أحد الوالدين أو وصي قانوني. مما يعرضهم لمخاطر مضاعفة تشمل العنف الجسدي، الاستغلال، وحتى الاختطاف. أظهرت بيانات اليونيسف أن أكثر من نصف الأطفال والشباب الذين شملهم الاستطلاع تعرضوا للعنف الجسدي. بينما أفاد ثلثهم بأنهم احتُجزوا في مكان ما ضد إرادتهم خلال رحلتهم.
يُعد طريق البحر الأبيض المتوسط المركزي، الذي يربط بين شمال إفريقيا (خاصة ليبيا وتونس) وإيطاليا، من أخطر طرق الهجرة في العالم. يفر هؤلاء الأطفال من الحروب، الصراعات، العنف، والفقر المدقع في بلدانهم، على أمل العثور على ملاذ آمن في أوروبا. لكن هذه الرحلة غالبًا ما تنتهي بمأساة، كما حدث قبل عشر سنوات في 18 أبريل 2015، عندما أودى غرق سفينة قبالة سواحل إيطاليا بحياة أكثر من 1000 شخص، بما في ذلك أطفال كثيرون، في حادثة هزت المنطقة بأكملها.
تدعو اليونيسف الحكومات إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية حقوق الأطفال وضمان سلامتهم. مؤكدة أن حقوق الطفل المنصوص عليها في اتفاقية حقوق الطفل. يجب أن تُحترم بغض النظر عن الحدود أو الشواطئ. في إيطاليا، تعمل المنظمة مع الحكومة وشركاء آخرين لتوفير الدعم النفسي والاجتماعي. الرعاية الصحية، والخدمات المتخصصة للأطفال المعرضين للعنف والاستغلال.
هذه الأزمة تُبرز الحاجة الماسة إلى إيجاد مسارات آمنة وقانونية للجوء، وتعزيز جهود الإنقاذ في البحر. ومعالجة الأسباب الجذرية التي تدفع الأطفال للمخاطرة بحياتهم. إن مأساة هؤلاء الأطفال ليست مجرد أرقام. بل هي دعوة للعالم أجمع لتحمل مسؤوليته تجاه حماية الأجيال القادمة وضمان حقها في الحياة والأمان