الرباط-متابعة
عرفت الأسواق المغربية ارتفاعا مهولا للحوم والذي أصبح يشكل تحديا كبيرا لأغلبية الأسر المغربية، حيث أدى هذا الارتفاع إلى عزوف العديد من الأسر عن استهلاك هذه المادة، والتقليل من الكميات التي يشترونها.
فبالرغم من نهج الحكومة سياسة استيراد لحوم الأغنام والماعز والأبقار من الأرجنتين، والتي أكدت مصادر مطلعة، بأنه جرت مفاوضات بين مجموعة من المسؤولين ونظرائهم من الأرجنتين في هذا الخصوص، و خلصت إلى تصدير الأرجنتين أكثر من 5000 طن من لحوم الأغنام والماعز والأبقار إلى عدة دول من بينها المغرب.
وبالرغم من سياسة الاستيراد، إلا أن هذه المواد لا زالت تحطم أرقاما قياسية في الأسواق المحلية، فالمواطن المغربي البسيط ذو الدخل المحدود لن يستطيع شراء نصف كيلوغرام من لحم البقر والذي بلغ سعره 120 درهما للكيلو غرام الواحد، ولا على اقتناء لحم الغنم الذي تجاوز ثمنه 150 درهما للكيلوغرام الواحد.
ومن جهة أخرى، فالمواطن المغربي ذو الدخل المحدود عند عدم استطاعته شراء لحم الغنم والبقر يعوضها بلحم الدجاج ، إلا أن هذه تشهد حاليا ارتفاعا في الأسعار أيضا حيث بلغت 24 درهما للكيلوغرام الواحد، مما يسبب في استياء كبير لدى المواطنين خاصة وأن هذا الغلاء لا يقتصر على اللحوم بأنواعها فقط بل يشمل أيضا المواد الأساسية والأولية التي تستهلك من طرف جل الفئات الاجتماعية.
وفي السياق ذاته، أكد العديد من المهتمين بالشأن العام أن السياسة التي تنهجها الحكومة في عمليات استيراد اللحوم لكسر الغلاء الذي تعيشه الأسواق فاشلة، حيث عبر هؤلاء عن غضبهم اتجاه المخطط الأخضر الذي ركز في الأساس على الصادرات الزراعية وأهمل السوق المحلي والفلاحة التقليدية، مما سبب ارتفاعا في أسعار المنتجات الغذائية الأساسية، وزاد من تدهور الطبقة الكادحة وفاقم كذلك التفاوتات الاجتماعية.