الرباط- سناء الجدني
يحل الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، بالعاصمة الرباط، يوم الأربعاء 13 دجنبر الجاري، لتوقيع كتابه الجديد “زمن المعارك” الصادر عن دار “فايارد”.
وسيكون حفل التوقيع المزمع تنظيمه بمقر مجلس التنمية والتضامن (CDS)، فرصة لتقاسم رؤية وتحليل الرئيس الفرنسي السابق، حول الوضع الحالي للعالم وقضاياه الجيواستراتيجية الرئيسية.
كما يتطرق ساركوزي أيضًا إلى علاقته مع المملكة المغربية، خلال فترة حكمه لفرنسا، وأفكاره حول الديناميكيات بين أوروبا وإفريقيا.
وسيقام الحدث بفندق تور حسان بالرباط، ويجمع شخصيات من القطاع العام وفاعلين اقتصاديين من القطاع الخاص وأكاديميين وطلاب.
يشار إلى أن ساركوزي خصص في كتابه الصادر حديثا « زمن المعارك »، عدة مقاطع للملك محمد السادس والمغرب والمغاربة، حيث أبدى إعجابه بشخصية الملك محمد السادس وطريقة تدبيره للبلاد منذ اعتلائه العرش.
يقول ساركوزي: “الملك محمد السادس رجل ذو ثقافة واسعة وبراعة فكرية مبهرة. كم مرة أعجبت بقدرته على استباق الأحداث ومواصلة مساره وفق رؤيته للمملكة”، مستحضرا الطريقة التي دبرها بها الملك فترة « الربيع العربي » الشهيرة، والذي تحول إلى خريف طويل في بعض دول المنطقة.
وأوضح في هذا الصدد: “لقد تحدث معي الملك مطولا عن رغبته في إرساء الديمقراطية وتحديث المغرب. لقد كان يفكر في تعديل الدستور الذي سمح بأن يكون المغرب، من بين جميع البلدان العربية، هو البلد الوحيد الذي لم يعرف « الربيع ». لقد كانت رؤيته لقضية الإخوان المسلمين جريئة وحكيمة: إذا فازوا في الانتخابات التشريعية، فسوف أقوم بتعيين أحد منهم وزيرا أولا. من الأفضل أن يواجهوا واقع السلطة بدلا من جعلهم ضحايا من خلال الزج بهم في السجون”.
وزاد قائلا: « وهذا ما فعله، وبعد سنوات قليلة فاز الإخوان المسلمون بأقل من 10% من أصوات المغاربة! لقد فاز الرهان الملكي. لقد كان الوحيد الذي فعل هذا الأمر. لقد أثبتت الوقائع أنه كان على حق ». وختم بالقول: « نحن لا ندرك بما فيه الكفاية في فرنسا حظ المغرب بوجود ملك مثل محمد السادس. إنه يشكل الحصن المنيع ضد التعصب والمتطرفين”، وفق مقتطفات من الكتاب أوردها موقع “le360”.
كما انتقد ساركوزي طريقة تدبير الرئيس الفرنسي الحالي، للعلاقات مع المغرب، وقال إنه “لم يتمكن من العثور على الكلمات أو الخطوات التي ينتظرها منه المغاربة”.
وأوضح أن توجهه الجزائري سيجلب له الكثير من خيبات الأمل”، داعيا باريس إلى اتخاذ موقف واضح بشأن مغربية الصحراء.
وقال ساركوزي “هذا التوجه يُبعدنا عن المغرب. نحن نجازف بخسارة كل شيء. لسنا نكسب ثقة الجزائر ونحن نفقد ثقة المغرب”.
ودعا ساركوزي الرئيس إيمانويل ماكرون إلى عدم محاولة “بناء صداقة مصطنعة” مع القادة الجزائريين وإلى التنبه للخطر.
بخصوص الحرب في أوكرانيا، أثارت دعوات ساركوزي إلى إبقاء أوكرانيا “محايدة” وإجراء استفتاء يفضي إلى “الاعتراف” بضم شبه جزيرة القرم، موجة انتقادات من جانب سياسيين وخبراء فرنسيين اعتبروا أن مواقفه “مخزية” وروسيا “اشترته”.
وأظهر ساركوزي معارضته للسياسة الخارجية الفرنسية من خلال الدفاع عن “حل وسط” مع موسكو، حتى لو حصل ذلك على حساب شبه جزيرة القرم التي رأى بشأنها أن “أي عودة إلى ما كانت عليه الأمور هو وهم”.