وقائع مؤثرة وتفاصيل تدمي القلب، تلك التي كشفت عنها تصريحات وصرخات أشخاص عاشو الرعب والصدمة بكل تلاوينها في فاجعة مصرع نساء كن ينتظرن الاستفادة من مساعدة غذائية لأسرهن تشرف عليها جمعية ضواحي الصويرة، وهكذا فقد كشف شاهد عيان حضر الفاجعة التي وقعت يومه الأحد 19 نونبر 2017، في جماعة سيدي بلعلام قرب مدينة الصويرة، والتي راح ضحيتها 15 إمرأة، أن الحادث وقع جراء التدافع على المساعدات الغذائية التي كانت توزعها إحدى الجمعيات على سكان الدواوير.
وأوضح شاهد عيان لجريدة “24 ساعة”، أن المساعدات كانت عبارة عن 10 كيلوغرامات من الدقيق، وقنينة زيت، و5 كيلوغرامات من السكر، وعلبة حبوب الشاي، بالإضافة إلى كيلوغرام من “الروز”.
وأشار المصدر ذاته، أن حوالي 12 سيدة لقين مصرعهن في مكان الحادث، قبل أن يتم نقل المصابين والجرحى إلى المستشفى الإقليمي لمدينة الصويرة.مضيفا أنه كان هناك أزيد من 200 شخصا ينتظرون المساعدات الغذائية التي تقدمها إحدى جمعيات المقرئ عبد الكبير الحديدي، قبل أن تتحول إلى فاجعة بعدما بدأ التدافع من أجل الوصول إلى مكان إعطاء المساعدات رغم قلتها.وأضاف المتحدث في تصريحه أن السلطات قامت بضرب النساء اللواتي حضرن للاستفادة من المساعدات الغدائية، مشيرا إلى أن “لقيت العيالات ميتين، والناس بزاف ماتو…هزاتهم لومبيلونص ميتين، وخلاو لاخرين رجعو لقاوهم ميتين”.
وأكد مصدر الجريدة أن عبد الكبير الحديدي، رئيس الجمعية الذي تم توقيفه من طرف السلطات بعد الفاجعة، كان يصور جميع الأحداث منذ بداية توافد سكان الدواوير.
وأضاف المصدر ذاته أن العديد من سكان الدواوير، حلوا في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، من أجل تلقي المساعدات الغذائية، مشيرا إلى أن جميع المستفدين يشتغلون في تعاونيات “أركان”، وهي مصدر دخلهم الوحيد، كما أنهم يعانون من الفقر.
وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت أن 15 شخصا لقوا مصرعهم، وأصيب خمسة آخرون بإصابات متفاوتة الخطورة، في حادث تدافع وقع خلال عملية توزيع مساعدات غذائية نظمتها إحدى الجمعيات المحلية بالسوق الأسبوعي لجماعة سيدي بولعلام بإقليم الصويرة.
وذكرت الوزارة، في بلاغ لها، أنه على إثر هذا الحادث، أصدر الملك محمد السادس، تعليماته السامية إلى السلطات المختصة لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة من أجل تقديم الدعم والمساعدة الضروريين لعائلات الضحايا وللمصابين.
وأضاف البلاغ “كما قرر سيدنا المنصور بالله، مشاطرة من جلالته لأسر الضحايا آلامها في هذا المصاب الجلل، وتخفيفا لما ألم بها من رزء فادح، لا راد لقضاء الله فيه، التكفل شخصيا بلوازم دفن الضحايا ومآتم عزائهم وبتكاليف علاج المصابين”.
وذكر المصدر ذاته بأن السلطات المختصة كانت قد تدخلت عقب هذا الحادث، حيث تمت تعبئة سيارات الإسعاف اللازمة لنقل المصابين إلى المستشفى الإقليمي بالصويرة لتلقي الإسعافات الضرورية.
كما تم، حسب البلاغ، فتح بحث قضائي تحت إشراف النيابة العامة لمعرفة ظروف وملابسات الحادث وتحديد المسؤوليات، مشيرا إلى أن وزارة الداخلية فتحت تحقيقا إداريا شاملا في الموضوع.