الرباط-قمر خائف الله
تعتبر مناسبة عيد الأضحى، فرصة لإبراز العادات والتقاليد المغربية الغنية، أهمها تحضير مجموعة من الأطباق الشهية التي تميز المائدة المغربية، كما ترافقها بعض المشروبات الطبيعية ك “الأتاي” المنعنع، أو الشاي بالنعناع، بالإضافة إلى مشروبات أخرى غازية.
وخلال هذه المناسبة الدينية التي تصادف اليوم الخميس 29 يونيو الجاري، تحضر الأمهات مائدة الإفطار الشهية، التي تتكون غالبا من الشاي وحلويات تقليدية، باعتبارها مكونا أساسيا في كل مائدة، من قبيل، “كعب غزال” محشي باللوز، و”غْريْبة”، وحلوة “الفقّاص”، وغيرها من الأصناف.
أما الأطعمة الدسمة الخاصة باول أيام عيد الأضحى، فتبدأ بطبق “بولفاف” المكون أساسا من كبد الخروف، إلى الدوارة التي تطهى فيها أحشائه، مرورا برأس الأضحية الذي غالبا يفضل أغلب الأسر المغربية تناوله صباح عيد الأضحى.
بولفاف (شواء الكبد)
يعد البولفاف من أشهر أطباق عيد الأضحى عند الأسر المغربية، بمختلف فئاتها، حيث يعتبر أحد أنواع الكباب الذي يقدم من ،الكبدة”، والتي تسمى في بعض الدول العربية باسم الملفوف.
ويكون هذا الطبق هو أول أطباق عيد الأضحى، إذ تحرص الأسر على إعداده صباح عيد الأضحى المبارك، وقبل أن تجف الأضحية.
ويتكون طبق الملفوف من قطع صغيرة من كبد الأضحية، يتم ترتيبها على التوالي، ثم يتم لفها بقطع صغيرة من الشحم، ثم توضع في قضبان خشبية أو حديدية صغيرة، وعند الانتهاء من عملية اللف يرش فوقها الملح، وتوضع بجنب بعضها البعض فوق سياج ويتم شواؤها على الفحم أو الحطب.
الدوارة أو التقلية
ثاني هذه الأطباق هو أحشاء الذبيحة، التي يطق عليها “الدوارة” أو “التقلية”، بالإضافة إلى توزيع كؤوس الشاي، ولا تمس الأجزاء الباقية من الأضحية إلا في الأيام التالية حسب التقاليد.
تشمل “الدوارة” البعض من الكبد والرئة والشحم وبقية الأحشاء التي تغسل جيدًا بالماء والملح، قبل أن تطهى قليلًا في الماء المغلي حتى تتخلص من الرائحة.
تطهى الدوارة أو التقلية عن طريق فرم البصل ناعمًا، وهرس فصوص من الثوم، ووضع القليل من زيت الزيتون، تضاف إليها قطع صغيرة من الكرشة والكبد واللحم والبلعوم والتوابل والقليل من البقدونس. وبعد الانتهاء من الطهو، تزين بالزيتون والبقدونس، وتقدم مرفقة باليمون..
طبق لحم الرأس
بعد ذبح الأضحية وتخليصها من “البطانة” والأرجل والرأس، يتم حرق الرأس والأرجل للقضاء على أي أثر للصوف العالق بها، كما يتم تنظيف الرأس والأرجل جيدا ويتم تخليص الرأس من القرون والأرجل من الحوافر.
بالنسبة للرأس يتم تحضيره بطرق مختلفة، فإما يتم تبخيره جيدا وتضاف إليه التوابل ويتم تناوله بذلك الشكل أو يحضر به طبق الكسكس.
طبق “الكرعين”
تعتبر هذه الأكلة، بدورها، من أشهر الأطباق المغربية، كما أن تحضيرها لا يقتصر فقط على عيد الأضحى، إلا أنها أكلة أساسية في هذه المناسبة.
فبعد تخليصها من الصوف المحترق، يتم طهيها بالتوابل، بما فيها القرفة التي تميز هذا الطبق، والثوم والزيت والماء، ويضاف إليه الحمص، والقليل من السكر.
أكلة “القديد”
في عيد الأضحى، نرى قطع اللحم المنشورة في سطوح المنازل أو على نوافذها، حيث باتت هذه الأخيرة من المناظر المألوفة في الشوارع، خاصة في الأحياء الشعبية.
إذ يؤخذ قدر معين من لحم الكبش، يتم تقطيعه، بشكل طولي، مع إضافة مجموعة من التوابل، وتعريضه لأشعة الشمس، تترك حتى تجف جيدا، ويتم الاحتفاظ بها في قطعة ثوب.
وبعيدا عن المأكولات فإن ما يميز هذه المناسبة الدينية هو الدفء الإجتماعي حيث تحرس الأسر المغربية على تبادل الزيارات في عيد الأضحى، كما تنشط حالة السفر بين المدن، بإعتبارها فرصة مرادفة للدفئ الأسري، لدى أغلب الناس، فلا محيد عن رؤية الأهل والأحباب.