24ساعة-متابعة
كشفت أكاديمية تركية، بأن القوى الأجنبية المُحتملِ قبول التعاملِ معها في نظرِ الأفارقة بدلا من فرنسا لن تكون الدول الغربية، بل دول من طينة: روسيا أو الصين أو الهند أو تركيا، وبهذا لن تظل المستعمرات الفرنسية السابقة الخيار الوحيد، وذلك في ظل استمرار تراجع نفوذ ماكرون في أفريقيا.
ووفق ما أوردته، الأكاديمية التركية، والأستاذة في قسم الدراسات الأفريقية بجامعة أنقرة للعلوم الاجتماعية، ألم أيريجه تَبَجيكلي أوغلو، في مقابلة أجرتها مع وكالة الأناضول، فإن أن هناك تحركا مناهضا لفرنسا في المنطقة، ينتقد النظرة الاستعلائية للزعماء الفرنسيين.
من جهة أخرى أوردت أوغلو، في حديثها للأناضول، حول تصاعد خطاب العداء لفرنسا داخل القارة الأفريقية بعد سلسلة الانقلابات العسكرية التي حدثت في بعض دول القارة، أن روسيا عبر إمكاناتها المتمثلة في الموارد الطبيعية ومبيعات الأسلحة، تريد تعزيز نفوذها في أفريقيا، لكن المنطقة تبقى حاليا خارج قائمة أولوياتها في الوقت الراهن بسبب الحرب الأوكرانية.
وأضافت أن هناك فجوة في السلطة في أفريقيا بسبب تزايد مظاهر العداء لفرنسا، وروسيا ترغب في ملء هذه الفجوة، غير أنها لا توسع نشاطها بالشكل المطلوب في المنطقة، وبالرغم من تسخير شركاتها الأمنية الخاصة بإفريقيا، إلا أن لديها أولويات أخرى في الوقت الراهن تتمثل خصوصا؛ في حل الأزمة مع جيرانها الأوكرانيين، لذلك فهي مضطرة لنقل جزء كبير من مواردها إلى هناك.
وفي 30 من شهر غشت الماضي، أعلن عسكر الغابون عبر التلفزيون الرسمي استيلاءه على السلطة، لتكون أحدث دولة تشهد انقلابا عسكريا، هو الثالث خلال 3 سنوات في أفريقيا، بعد النيجر في 26 يوليوز 2023، ومالي في ماي 2021.
تنويع الجهات الفاعلة
ولفتت الأكاديمية التركية إلى ضرورة وجود جهات فاعلة في أفريقيا لتعزيز السياسة الخارجية، غير أنها ترى أن الحفاظ عليها ليس بالأمر الجيد بالنسبة لدول المنطقة.
وسجلت الأكاديمية، بأن روسيا مازال بحيازتها أسلحة من مخلفات الاتحاد السوفياتي بمجموعة من الدول الأفريقية، ما يخلق علاقة تبعية بين روسيا ودول المنطقة، حيث تلجأ هذه الدول إلى روسيا في أمور؛ مثل: تحديث هذه الأسلحة وتزويدها بقطع الغيار، وتدريب الجيش على استخدام الأسلحة.
وشددت تبجيكلي أوغلو على أن الدول الغربية لن يُنظر إليها على أنها قوى أجنبية بديلة في دول مثل الغابون، حيث تتزايد المشاعر المعادية لفرنسا.
ولهذا فإن القوى الأجنبية البديلة في نظر الأفارقة لن تكون الدول الغربية، بل دول مثل: روسيا أو الصين أو الهند أو تركيا، وفق الأكاديمية التركية التي تؤكد أن المستعمرين السابقين لن يكونوا الخيار الوحيد بالنسبة للأفارقة.
أما ما يخص فرنسا، فهي تحتاج الموارد الطبيعية التي تتمتع بها أفريقيا، ولكن إذا لم تبع هذه البلدان مواردها لرغبتهم في تنويع شركاء تجارتهم الخارجية، فسوف يكون لزاما على باريس أن تبحث عن بدائل جديدة، وفقا للأكاديمية التركية.