الرباط- متابعة
أثارت الصحيفة الفرنسية ” جون افريك” خلال الأسبوع الماضي موضوعا مثيرا ويتعلق الأمر بقصة ، الحاج أحمد بن إبراهيم الملقب ب ” مالي” أكبر بارون لتجارة المخدرات بالقارة الإفريقية والذي يقبع بسجن الجديدة بعد توقيفه بمطار محمد الخامس بمدينة الدارالبيضاء سنة 2019.
وأشارت الصحيفة المذكورة، أن الحاج إبراهيم، ولد من أم مغربية تنحدر من مدينة وجدة، وأب يحمل جنسية دولة مالي، ومن هنا جاء لقبه، وكان يعيش حياة بسيطة تقليدية يرعى الإبل، قبل أن تتغير حياته بشكل كلي ويصبح أكبر بارون للمخدرات على الصعيد الدولي، بعد لقاءه برجل فرنسي تائه في الصحراء، حيث لم يتوان الحاج أحمد مالي، من تقديم المساعدة للفرنسي، الذي أهداه بدوره سيارته كنوع من الشكر على المساعدة.
إلا أن ردة فعل الحاج إبراهيم بخصوص الهدية التي تلقاها كانت غير متوقعة بالنسبة للمواطن الفرنسي، فبدل أن يحتفظ بالسيارة قام ببيعها وأرسل قيمتها إلى صاحبها، الأمر الذي أثار انتباه الفرنسي وأدرك أنه أمام رجل ثقة، فقرر إشراكه في عملية استيراد و تصدير السيارات من أوروبا نحو إفريقيا، عملية أكسبت ” مالي” خبرة كبيرة عن دوائر العبور والجمارك، وحول نشاطه نحو التجارة في الذهب، حيث نسج شبكته تدريجياً في منطقة الساحل والصحراء، التي تُعتبر مركزًا للجريمة المنظمة، وهو ما مكنه من معرفة المنطقة بشكل جيد بما في ذلك قبائلها ولهجات المجتمعات في أزواد، ورسم الخرائط في منطقة الساحل والصحراء، وهي مهارات نادرة وثمينة.
وأكدت الصحية، أن الأنشطة التجارية ل ” مالي” لم تقف عند هذا الحد، بل صار ينقل الكوكايين من أمريكا اللاتينية إلى غرب إفريقيا، ثم يتم نقل كمية معينة من المخدرات، إما عن طريق البر، عبر مالي والنيجر، إلى الجزائر وليبيا ومصر؛ أو عن طريق البحر إلى الساحل المغربي ثم إلى أوروبا.
وفي المغرب حظى “مالي” بدعم كبير، وهو الذي كان السبب في خسارته، وأشارت “جون أفريك” إلى أنه منذ عام 2010، تعاون مع مقاول ومنتخب معروف بمدينة وجدة عاصمة جهة الشرق، والعديد من القادة السياسيين من شمال المغرب وزاكورة لنقل الشيرا في بقية القارة.
وأوضحت أن عمليات نقل المخدرات تتم ثلاث أو أربع مرات في السنة من سواحل السعيدية إلى ليبيا ومصر، ومن الجديدة وبوجدور إلى الشواطئ الموريتانية. إذ يتم نقل 30 إلى 40 طنًا من الشيرا في كل مرة.
وأوضحت أن أعمال “مالي ” كانت تسير على ما يرام: المغاربة يبيعون أسهمهم، ويستخدمها “مالي” لغسل أمواله، يشتري العديد من الشقق في مارينا السعيدية ويستثمر في العديد من الأعمال والمصانع ويقرض مبالغ جيدة لزملائه الجدد في اللعبة.
في عام 2015 ، تم القبض على “مالي” بأمر من الانتربول – بعد مطاردة مع الدرك الموريتاني في الصحراء الموريتانية، على الحدود مع المغرب.
وعند إطلاق سراحه من السجن، لم يكن لدى “مالي” سوى فكرة واحدة وهي استعادة منصبه واسترداد ديونه، وكل “شركائه” المغاربة استغلوا إقامته في السجن لتسوية أوضاعهم، إذ لم يسددوا أكثر من 3.3 مليون يورو كانت في ذمتهم. كما استولى رئيس ناد لكرة القدم على “فيلا” مالي في الدار البيضاء. كما سلب منه منتخب من الجهة الشرقية شقته بالدار البيضاء أيضا، والذي برئ مؤخرا من تهمة إهدار المال العام والفساد.
وقالت “جون أفريك” إن مالى تلقى تطمينات من شركائه لكونه، أنه ليس مطلوبا في المغرب، إلا أنه اعتقل مباشرة بعد دخوله للأراضي المغربية وبالضبط في مطار محمد الخامس بالدار البيضاء.
ويتهم مالي شركاءه المغاربة بالخيانة، خصوصا أن السلطات المغربية ليس لديها أي شيء ملموس ضده، ولا دليل مباشر في أي حالة على تورطه في تهريب الشيرا، وقال إنه ضحية مؤامرة دبرها العديد من الشخصيات المغربية، مشيرا إلى أنه قدم ثماني شكاوى ضد منتخب الجهة الشرقية، وفق تعبيره.