اسامة بلفقير ـ الرباط
وجه الباحث والأستاذ الجامعي عبد اللطيف أكنوش، انتقادات شديدة للمحلل السياسي منار السليمي على خلفية اتهامه لحراك الريف وناصر الزفزافي خاصة بالتشيع.
وكتب أكنوش في رده، “الأستاذ منار السليمي أخ وصديق رغم فارق السن بيننا وأشياء أخرى…أستمع إليه على شاشات التلفزة وأقرأ ما يجود به من تحاليل سياسية واستراتيجية أمنية وما إلى ذلك من القضايا ذات الصبغة السياسية والدستورية والاجتماعية…وفي كل مرة أتحاشى التعليق أو التعقيب أو الإشادة فيما يكتب، لأنني أومن بأن الاختلاف في الرأي رحمة ونعمة من نعم الخالق سبحانه وتعالى…”
واضاف، “هذه المرة قرأت له تدوينة يوضح فيها ما قاله لقناة BBC بشأن حراك الريف والزفزافي…فماذا قال؟ قال بأنه:
1- يجب النظر إلى حراك الريف على أنه حراكين في الواقع…حراك الأغلبية الغالبة من أبناء المنطقة حول مطالب اجتماعية مشروعة…وحراك تقوده قلة قليلة يتزعمها السيد الزفزافي ولها أجندة غير أجندة غالبية سكان الريف وهي مطالب غير مشروعة إطلاقا…
2- أجندة الزفزافي هي أجندة إيرانية شيعية بدعم من 25 ألف مغربي شيعي يقيمون في بلجيكا، هدفها ليس الانفصال بل خلق كيان داخل الدولة لإنشاء موطئ قدم لإيران وللشيعة…
3- دليل الأستاذ في ذلك أن الزفزافي له خطاب وممارسة تغرف من التشيع، ومنها أنه يهاجم المساجد، وهو أسلوب شيعي لاحظه الأستاذ عند الحوثيين وغيرهم، إضافة إلى “التقية” التي يستعملها على عادة الشيعة عندما يتشبه بأحد خلفاء السنة كعمر بن الخطاب، ليُمَوِه على أفعاله وليظهر بمظهر السني المالكي المغربي الأصيل حتى يبلغ مأربه…
وردا على ما صرح به السليمي، أورد أكنوش، “لدي أستاذ منار تساؤلات بريئة وبسيطة جدا لو سمحت:
1- اعتمادك على التشبه بالحوثيين يشوبه نوع من الارتباك…الحوثيون شيعيون نعم…ولكنهم زيديون يعترفون بالخلفاء الراشدون الأربعة، ويقبلون أن يكون الإمام من غير سلالة علي بن أبي طالب، بل وليست الإمامة من الدين في تصورهم، على عكس المعتقد الشيعي…وإدريس الأول الداخل إلى المغرب، ما هو إلا أخ ليحيى بن عبد الله بن محمد بن محمد بن الحسن السبط بن الحسن المثنى بن علي بن أبي طالب الداخل إلى اليمن…ولا يتناطح عنزان أن حفدة الحسين بن علي هم قطب رحى الشيعة الإثنى عشرية والسبعية، وليس حفدة الحسن الذين هم سنة بالتمام والكمال، ومحمد السادس ملك المغرب من حفدة الحسن السبط إلى يومنا هذا…”بالعربية وتاعرابيت غير حييد الحوثيين من بالك، لأن مشكل اليمن مشكل آآآآخر بعيد على العقيدة”، وقريب جدا من صراع وتطاحن استراتيجيات دول الخليج حول الماء والبيترول والمجال الحيوي، ولا شي غير ذلك…
2- أشك غاية الشك في أن الزفزافي أو غير الزفزافي قادر على خلق كيان شيعي داخل الدولة المغربية أو أنه يفكر فيه أصلا، وذلك لسبب بسيط، هو افتقاره لمؤسسة كنسية شيعية مهيكلة على شاكلة الدولة ولها وجود فعلي في بلدنا، مهيكلة هيكلة صارمة، بملاليها ومرجعياتها وعقيدتها وكتبها ومدارسها وجامعاتها وأجهزتها الإيديولوجية والردعية، ناهيك عن عقلية المستهدفين من مشروعها، أي المغاربة…لقد جرب المهدي بن تومرت من ألف سنة خلت مايشبه التشيع، وسرعان ما عاد بخفي حنين، لأن العقلية الأمازيغية مرتبطة بالمنظور والمحسوس أكثر منه بالإيمان الأعمى المليء بثقافة الباطن والمستور…يعني أن تربة التشيع، والإيمان بالزردشتية وإلاهي الشر والخير، كما هو معروف في إيران، غير موجودة أصلا عند المغاربة…ولا يغرنك شطحات من يعلنون تشيعهم بيننا فهم أدرى منك ومني ب”البير وغطاه ومنييسين من بكري” !! أما ال 25 ألف مغربي-بلجيكي الذين تزعم أنهم شيعة، فذلك لعمري مجرد انطباع من غير المقبول أن ينطلي على باحث من طينتك…فربما أن هؤلاء لا يميزون بين العقيدة الشيعية والعقيدة السنية أصلا، ويعتقدون أن الإسلام إسلام واحد لا شيعة فيه ولا سنة ولا خوارج ولا إباضية ولا صفرية !!!
وعليه فلا يمكن لي أن أسايرك في تحليلك هذا لانعدام تأسيسه على أمور يمكن اختبارها كلينيكيا، والتأكد منها بواسطة العلوم الإنسانية المتاحة لنا…دمت متألقا أخي منار…”