24ساعة-أسماء خيندوف
جدد وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، دفاعه عن الموقف الجديد لبلاده بشأن قضية الصحراء المغربية، مؤكدا أن العلاقات مع المملكة تعيش مرحلة استثنائية. وهاجم معارضي هذا التوجه، وخصوصا من حزب الشعب، قائلا: “إنهم يشتاقون لأوقات التوتر مثل أزمة جزيرة ليلى”.
وخلال مثوله أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الإسباني، عبر ألباريس عن شكره للمغرب وفرنسا على الدعم السريع الذي قدماه لإسبانيا في أعقاب انقطاع الكهرباء الذي شهده البلد في 28 أبريل الماضي، مبرزا أن هذا التعاون يعد مؤشرا على متانة العلاقات الثنائية، خاصة مع الرباط.
وسلط الوزير الضوء على تطور العلاقات مع المغرب، مشيرا إلى فتح المعابر الجمركية في سبتة ومليلية، حيث تم عبور 3.5 أطنان من السلع، ضمن ما وصفه بالعملية التدريجية تشمل الجمارك ومكافحة الهجرة غير النظامية والتهريب.
وأشاد ألباريس بما أسماه أفضل لحظة في تاريخ العلاقات بين البلدين، مذكرا برسالة رئيس الحكومة بيدرو سانشيز إلى الملك محمد السادس، والتي عبر فيها عن دعم مقترح الحكم الذاتي المغربي كأساس جاد وواقعي وذي مصداقية لحل النزاع حول الصحراء.
المعارضة تنتقد وتطالب بالتراجع
رغم إشادة الحكومة بالعلاقات مع الرباط، لم تتردد بعض الكتل البرلمانية في انتقاد التحول في موقف مدريد. واعتبر ممثل حزب “بلدو” الباسكي أن العلاقة الجيدة مع المغرب لا يجب أن تكون على حساب التخلي عن الصحراء، داعيا الحكومة إلى تصحيح المسار.
بدوره، وجه المتحدث باسم حزب الشعب، كارلوس فلوريانو، انتقادات لاذعة إلى لقاء ألباريس مع ناصر بوريطة خلال عيد الفصح، واصفا إياه بأنه إقرار بسيادة المحتل. كما انتقد غياب الشفافية بشأن اتفاقات المعابر، واعتبر أن الحديث عن تطبيع الأوضاع في مليلية هو تحريف للحقيقة، مؤكدا أن معبر سبتة في مرحلة مبكرة جدا.
الوزير يرد: لا تناقض بين المغرب والجزائر
في رده على الانتقادات، قال ألباريس إن الحكومة الإسبانية لا تزال تدعم جهود المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا، مشددا على أن الحل يجب أن يمر عبر الأمم المتحدة.
كما رفض الوزير فرضية التناقض بين تعزيز العلاقات مع المغرب والحفاظ على علاقات طيبة مع الجزائر، مبرزا أن الصادرات الإسبانية نحو الجزائر ارتفعت بنسبة 142% في عام 2024، رغم الأزمة السابقة، مؤكدا أن الجزائر شريك موثوق وصديق كبير.