الرباط-عماد مجدوبي
رغم الحسم في ترشيح نزار بركة لمنصب الأمين العام لولاية ثانية في المؤتمر المقبل وتأجيل النقط الخلافية للبث فيها بعد المؤتمر الثامن عشر, ظهرت ألغام جديدة في الطريق تهدد بتفجير المحطة المصيرية في تاريخ حزب علال الفاسي وأحمد بلافريج.
أولى الألغام التي تفجرت داخل البيت الاستقلالي, كانت داخل المجلس الوطني للحزب المنعقد في يوم السبت 2 مارس 2024،, وتجلت في واقعة الصفعة التي تعرض لها منصف الطوب، برلماني الحزب عن مدينة تطوان، على يد يوسف أبطوي، عضو اللجنة التنفيذية والقريب من محمد سعود والمستشار بديوان رئيس مجلس المستشارين النعم ميارة, وكانت نتيجتها اللجوء الى القضاء من طرف الطوب ضد أبطوي، وتمسك بعدم التنازل عن حقه, وسانده في ذلك الفريق البرلماني للحزب بقيادة رئيسه نور الدين مضيان، الذي أصبح طرفا في المعادلة بعدما عقد اجتماعا طارئا في مجلس النواب، وأصدر بيانا ناريا في حق عضو اللجنة التنفيذية.
ثاني الألغام, انفجر ضد رئيس الفريق البرلماني نور الدين مضيان نفسه بعدما قدمت نائبة رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة، رفيعة المنصوري، شكاية ضده أمام المحكمة الابتدائية بطنجة، موجهة إليه تهما ثقيلة تتعلق بـ”السب والقذف والتهديد والابتزاز والمس بالحياة الخاصة للأشخاص واستغلال النفوذ والتشهير والتهديد بإفشاء أمور شائنة”.
فقد تم تداول تسجيل صوتي منسوب إلى مضيان يتحدث فيه عن مجموعة من الأمور والتهم المتضمنة في الشكاية، وهو الأمر الذي نفاه مضيان في تصريحات له معتبرا أن التسجيل الذي يروج “مفبرك”، وأن حسابات المؤتمر تقف وراء استهدافه.
وتعمقت الأزمة بعد اصطفاف أعضاء فريق الحزب بمجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة ضده وطالبوا بتجميد عضوية مضيان بصفته عضوا في مجلس الجهة معلنين عن دعمهم الكامل للمنصوري ضد مضيان، وهو رد صريح من محمد سعود وفريقه على رئيس فريق الميزان بمجلس النواب، الذي طالب بتجميد عضوية سعود في الحزب.
ومن الواضح ان مهمة نزار بركة ستكون صعبة, وسيجد صعوبة في ايجاد تسوية للملف قبل المؤتمر الاستقلال المزمع عقده أيام 26 و27 و28 أبريل 2024 بمدينة بوزنيقة, خاصة بعد أن دخلت منظمة المرأة الاستقلالية على الخط باعلانها “تضامنها المطلق مع رفيعة المنصوري لما تعرضت له من إساءة وتشهير.” ووضعت المنظمة التي ترأسها عضوة اللجنة التنفيذية بالحزب خديجة الزومي, نزار بركة أمام موقف لايحسد عليه بمطالبته ب”التدخل العاجل لمعالجة الملف، واتخاذ المتعين فيها درءا لكل تأويلات وتناسل للمشاكل”, وهي المنظمة ذاتها التي رفعت سلاح المساواة والمناصفة لفرض لاحراج المؤتمرين , وبالتالي منح زعامات الحزب النسائية مهام قيادية ولم لا مكناصب سياسية في اطار توزيع كعكة التعديل الحكومي المقبل وأيضا مناصب في هياكل مجلس النواب .
ثالث الألغام, تتمثل في الدعوى الاستعجالية التي رفعها أشرف أبرون، من أجل بطلان انتخاب رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني 18 للحزب، وذلك بسبب ما اعتبره تجاهلا لترشيحه لرئاسة اللجنة، واعتماد عبد الجبار الراشدي مرشحا وحيدا., وهو ما ستقرر فيه المحكمة الابتدائية بالرباط بتاريخ 27 مارس 202, بعدما حجزت الملف صباح الأربعاء 20 مارس 2024 للتأمل.
كل تلك الألغام المدوية في العلن تخفي ألغام أخرى تنصب في الخفاء, و قد تتسبب في دسائس غير المعلنة لوقف طموحات الخصوم , وهو ما يهدد مؤتمر الاستقلاليين بالانفجار رغم السعي لكبح الطموحات بالتوافق والاجماع باسم المصلحة العليا للحزب والوطن وتحت غطاء نكران الذات لانقاذ الحزب من النفق المسدود.