24 ساعة-وكالات
في ظل أجواء مشحونة وتوترات متزايدة، تنطلق الأحزاب الألمانية في حملاتها الانتخابية الأخيرة قبيل الانتخابات التشريعية، التي يتوقع أن تكون حاسمة لمستقبل البلاد وأوروبا. ويبدو أن المعارضة المحافظة بقيادة الحزب المسيحي الديمقراطي (CDU) والحزب الاجتماعي المسيحي (CSU) تقترب من تحقيق الفوز، رغم التصاعد المتوقع لدعم اليمين المتطرف، الذي يثير قلقًا متزايدًا.
تكتسب هذه الانتخابات أهمية خاصة في وقتٍ عصيب تشهده ألمانيا وأوروبا، حيث تواجهان تبعات القرارات المدوية من الإدارة الأمريكية الجديدة بشأن الحرب في أوكرانيا وتهديدات بزيادة الرسوم الجمركية، مما يضع البلاد في مواجهة تحديات سياسية واقتصادية معقدة.
وأكثر من ذلك، فإن الوضع الأمني في البلاد يظل مشحونًا أيضًا بعد سلسلة من الهجمات الدامية في الأسابيع الأخيرة، كان آخرها الهجوم الذي تعرض له مواطن إسباني داخل “متحف الهولوكوست” في برلين مساء الجمعة، مما أضاف مزيدًا من التعقيد إلى الأجواء السياسية المشحونة.
على الصعيد الاقتصادي، يعاني أكبر اقتصاد في أوروبا من تأثيرات الركود الاقتصادي على مدى العامين الماضيين، ما يزيد من تعقيد الوضع الداخلي. وفي هذا السياق، يسعى فريدريش ميرتس، مرشح الحزب المسيحي الديمقراطي (CDU) لخلافة المستشار أولاف شولتس، لتحقيق أفضل نتيجة ممكنة لتمكينه من التفاوض في موقف قوي لتشكيل الحكومة المقبلة.
وتشير التوقعات إلى أن ميرتس سيحصل على حوالي 30% من الأصوات، مما يتيح له التحالف مع أحزاب أخرى لتشكيل ائتلاف حكومي، في حين استبعد ميرتس التحالف مع الحزب اليميني المتطرف “البديل من أجل ألمانيا” (AfD)، الذي يُتوقع أن يحقق نتائج مميزة تصل إلى 20% من الأصوات.
وفي تصريحاته، أكد ميرتس أن هناك خلافات جوهرية مع اليمين المتطرف في ما يتعلق بالسياسات الاقتصادية والهجرة، مشيرًا إلى الاتهامات التي وجهت له بالتحول نحو اليمين المتطرف خلال الحملة الانتخابية.
من المتوقع أن تكون هذه الانتخابات أكثر استقطابًا من أي وقت مضى في ألمانيا، التي تتميز بتقليدها في تشكيل ائتلافات بين اليمين واليسار. الأجواء السياسية في البلاد قد تأثرت بشكل كبير بالحملات الانتخابية التي شهدت تدخلاً من واشنطن، بالإضافة إلى تأثير حملات التضليل الروسية، ما جعل هذه الانتخابات أكثر تعقيدًا في ظل العوامل الدولية.
وفي الوقت نفسه، أبدى بعض المسؤولين الأمريكيين دعمهم لحزب “البديل من أجل ألمانيا”، ما أثار موجة من الاحتجاجات في الداخل الألماني. وفي برلين، تم تنظيم مظاهرتين لدعم اليمين المتطرف، بينما خرج معارضو هذا التوجه للتظاهر في وسط العاصمة.
وفي هذه الأجواء السياسية المعقدة، يواصل فريدريش ميرتس الدعوة إلى استعادة ألمانيا لدورها القيادي في أوروبا، مؤكدًا أهمية تشكيل حكومة فاعلة قبل نهاية أبريل المقبل، وهي مهمة صعبة قد تعتمد بشكل كبير على نتائج الأحزاب الصغيرة في الانتخابات القادمة.