24 ساعة-متابعة
شهدت مدينتا سلا والدار البيضاء في الآونة الأخيرة أمطارًا غزيرة تسببت في العديد من المشاكل المتعلقة بالبنية التحتية في المدينتين، وكشفت عن ضعف الاستعدادات والتنسيق بين الجهات المعنية. الأمطار التي هطلت على هاتين المدينتين كانت كافية لإظهار هشاشة الأنظمة الخاصة بتصريف المياه. مما أدى إلى فيضانات في العديد من الأحياء، وأثرت سلبًا على حركة السير والمرافق العامة.
في الدار البيضاء، أكبر مدينة في المغرب، تسببت الأمطار في تعطيل حركة المرور في بعض الشوارع الرئيسية. حيث غمرت المياه الطرقات وتسبب ذلك في إغلاق العديد منها لفترات طويلة. هذا الوضع كشف عن سوء حالة المجاري والأنابيب الخاصة بتصريف المياه، التي لا تستطيع استيعاب كميات المياه المتساقطة في فترات زمنية قصيرة. وعندما كانت الأمطار غزيرة، لم تكن هناك أي استجابة فعّالة من قبل الجهات المسؤولة عن صيانة البنية التحتية، سواء على مستوى الشوارع أو شبكات الصرف الصحي. هذا الضعف في البنية التحتية يجعل المدينة عرضة للمشاكل البيئية المتكررة التي تؤثر على حياة المواطنين.
أما في مدينة سلا، فقد كانت الأمطار أيضًا سببًا في العديد من المشاكل المماثلة، حيث عانت بعض الأحياء من تجمعات كبيرة للمياه على الطرقات والشوارع، مما اضطر السكان إلى العيش في ظروف صعبة. ورغم أن سلا تعتبر مدينة قريبة من العاصمة الرباط، إلا أن تدني مستوى الخدمات والمرافق فيها أظهر عجزًا واضحًا في الاستعدادات للتعامل مع فترات الأمطار. الأمر الذي يعكس تدهور البنية التحتية وسوء صيانة شبكة الصرف الصحي والمجاري.
أما عن دور الشركات الجهوية المكلفة بالصيانة، فقد أثبتت الأمطار غياب الاستجابة السريعة من قبل هذه الشركات، سواء في سلا أو الدار البيضاء. ففي الوقت الذي كان ينبغي فيه أن تتدخل الفرق الميدانية من أجل تصريف المياه المتجمعة وتنظيف المجاري، تأخر التدخل أو لم يكن بالسرعة المطلوبة، مما ساهم في تفاقم المشكلة. كما أن هناك نقصًا في التنسيق بين مختلف الجهات المسؤولة عن البنية التحتية، مما جعل الأمور أسوأ في ظل الظروف الجوية الصعبة.
إن هذه المشاكل التي تفاقمت مع هطول الأمطار تشدد على الحاجة الملحة لإصلاح البنية التحتية في مدينتي سلا والدار البيضاء. على السلطات المحلية والجهوية أن تعمل على تعزيز شبكات الصرف الصحي والمجاري، وتكثيف الجهود لتحديث الطرق والأنفاق المائية. كما يجب على الشركات المكلفة بالصيانة أن تكون أكثر استعدادًا وقدرة على التدخل السريع في مواجهة مثل هذه الأزمات.
إقرأ أيضًا: أمطار غزيرة تغرق شوارع سلا وتشل حركة السير في عدة أحياء
بالمجمل، فإن الأمطار التي تساقطت فب عدة مدن مغربية قد سلطت الضوء على العجز الكبير في البنية التحتية وغياب التنسيق بين المسؤولين. مما يتطلب إصلاحات جذرية لتحسين الخدمات العامة وضمان استجابة فعالة في المستقبل.