الرباط-سناء الجدني
شهدت مناطق واسعة من الصحراء المغربية، ولا سيما منطقة مرزوكة، أمطاراً غزيرة غير مسبوقة خلال الأسابيع الأخيرة، مما أدى إلى تحول دراماتيكي في المشهد الطبيعي وتجديد الأمل في مواجهة تحديات الجفاف المستمرة.
فقد هطلت كميات كبيرة من الأمطار في فترة زمنية قصيرة، مما أدى إلى امتلاء الأودية والوديان وتكوين بحيرات جديدة في مناطق كانت جافة لعقود، كما ارتفعت مناسيب المياه الجوفية بشكل ملحوظ. وتشير التقديرات إلى أن هذه الأمطار هي الأكثر غزارة منذ خمسين عاماً، مما يجعلها حدثاً استثنائياً في تاريخ المنطقة.
تحولت الكثبان الرملية الشاسعة في مرزوكة إلى مروج خضراء وبحيرات متلألئة، في مشهد طبيعي خلاب لم يتوقعه الكثيرون. وقد جذبت هذه الظاهرة الطبيعية النادرة اهتمام السكان والزوار على حد سواء، الذين سارعوا إلى توثيق هذه اللحظات الاستثنائية.
هذه الأمطار الغزيرة تحمل في طياتها العديد من الآثار الإيجابية على المنطقة، من بينها، المساهمة في تحسين الإنتاج الزراعي، وتوفير المياه اللازمة للري، مما سيعود بالنفع على المزارعين والسكان المحليين.
كما من المتوقع أن تشهد المنطقة إقبالاً سياحياً كبيراً، حيث سيأتي الزوار للاستمتاع بجمال الطبيعة الخلابة والمناظر الطبيعية الفريدة. وستساهم هذه الأمطار في تنشيط الحياة البرية والنباتية في المنطقة، مما سيعزز التنوع البيولوجي.
الأمطار الغزيرة التي شهدتها الصحراء الشرقية للمملكة فرصة لتحقيق نقلة نوعية في مجال التنمية المستدامة في المنطقة. وعلى السلطات المعنية الاستفادة من هذه الفرصة لوضع استراتيجيات طويلة الأجل لتنمية الموارد المائية وتطوير القطاعات الاقتصادية المرتبطة بها، مثل الزراعة والسياحة.